ليال حدادلعلّ المواطن الذي شاهد حلقة «كلام الناس» مع مارسيل غانم (الصورة) أول من أمس، على شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، أصيب بالصدمة. تناول غانم وضيوفه موضوع السلامة الغذائية التي اتّضح أنها شبه غائبة في لبنان: من اللحوم، إلى الأجبان والألبان، ثمّ الخضر والفاكهة، وصولاً إلى المياه المعدنية. عرض غانم على كلّ هذه المواضيع، مسلّطاً الضوء على الانتهاكات التي يمارسها العاملون في هذه القطاعات. مثلاً عرضت الحلقة تقريراً عن المسالخ، ورأى المشاهد حقيقة ما يجري هناك: العاملون يتغاضون عن الحدّ الأدنى من مقوّمات النظافة المطلوبة. كذلك الأمر بالنسبة إلى الجزارين الذين يعملون من دون ارتداء قفازات أو... خلال تدخين السجائر.
أما الألبان والأجبان، فحدّث ولا حرج. في تقرير مصوّر عُرض ضمن الحلقة، أجرى بعض المختصّين اختباراً على نوعَين من الجبنة هما «العكاوي» والجبنة البلدية، ليتضّح أن نسبة البكتيريا المؤذية الموجودة فيهما كبيرة جداً، وهي بالتالي مضرّة.
وبعد الأجبان، جاء دور اختبار المياه المعدنية. المفاجأة الأولى هي أن عدداً كبيراً من شركات المياه غير مرخّص. أما المفاجأة الثانية فهي نسبة التلوّث والجراثيم الموجودة فيها. وفي ظلّ هذا الغياب الكبير للدولة في تأمين السلامة الغذائية للمواطنين، أضاءت الحلقة على لجوء «حزب الله» إلى نظام سلامة ذاتيّ داخل الضاحية الجنوبية لبيروت. باختصار، أحدثت الحلقة اختراقاً ناجحاً سجّله مارسيل غانم على جبهة البرامج الحوارية. ولعلّ هذا النجاح هو ما دفعه إلى الإعداد لسلسلة حلقات شبيهة مقبلة، وفق ما أكّد المكتب الإعلامي في المحطة.