رغم حماوة النقاشات وقساوة التجييش الطائفي اللتين يشهدهما موقع «فايسبوك»، برزت بعض المجموعات المصرية الداعية إلى الوحدة، وركّزت على أنّ أسباب الفتنة سياسية «ولعن الله من أيقظها». غير أنّ هذه الـ«غروبات» لم تسلم من اتهامات الطائفيين. هكذا دخل بعض الأعضاء الأقباط إلى مجموعة «لا للفتنة الطائفية في مصر» واتهموا المسؤولين عن المجموعة بأنهم مسلمون يحاولون التغطية على من قام «بمجزرة نجع حمادي. تلجأون إلى شعار الوحدة الوطنية لتُنسونا دماء أولادنا، الحقّ الحقّ، لن ننسى، وسننتقم منكم مهما طال الزمن. يا أولاد السيف، لن تفهموا إلّا بالسيف».أما في المجموعات التي حاولت التأكيد على أنّ ما يحصل مجرّد استثناءات، وأن مصر ستبقى بلداً للمسلمين والمسيحيين، فإنّ عدد أعضاء هذه المجموعات لم يتخطَّ... الأربعة، كما هي حال مجموعة «مصر = مسلمين + مسيحيين». وقد دعت بعضها في محاولة لامتصاص الفتنة، إلى تجمّعات محلية في مختلف المناطق بين المسلمين والأقباط، «لنبرهن لجميع المتآمرين، أنّ الحرب الأهلية التي يحوكونها لن تمرّ».
غير أن إحدى أكبر المجموعات الداعية إلى «التسامح»، هي «مصر لكل المصريين من أيّ أصل وأيّ دين». هنا، يحاول المشرف على المجموعة التذكير بالقيم التي قامت عليها الدولة المصرية، وهي: المساواة، والحرية، والمشاركة والحرية الاجتماعية. وبناءً على احترام هذه القيم، يؤكد المشرف أنّه في إمكان المصريين العيش بسلام في ما بينهم.
وفي كلّ هذه المجموعات، أخذ النقاش طابعاً عقلانياً بين الأعضاء، حيث يعترف مثلاً أعضاء مسلمون بأنّ ما حصل في نجع حمادي ليس مقبولاً، ولكنّ الاعتراض عليه «كما على باقي الجرائم في مصر، يجب ألّا يكون من منطلق تجييشي، بل من منطلق رفض جرائم القتل، والتأكيد على حقّ جميع الأقليات في مختلف بقاع الأرض في العيش بسلام».