محمد عبد الرحمنغالباً ما يحتفي العاملون في قطاع الآثار بزيارة مريم العذراء ويوسف ويسوع إلى مصر، باعتبارها من الأحداث الدينية التاريخية التي تجذب أنظار السيّاح العرب والأجانب. إلا أنّ زيارةً من نوع آخر قامت بها مريم، لكن هذه المرة على شاشة التلفزيون، وتحديداً على قناة «ميلودي دراما». إذ كما كان متوقعاً، أثار عرض «مريم المقدسة» أول مسلسل إيراني على شاشة مصرية، نقاشات عدّة في ظلّ العلاقة السياسية المتوتّرة بين البلدَين. أضف إلى ذلك أنّ صنّاع الدراما المصرية أعربوا عن انزعاجهم من المسلسل، في وقت يعملون فيه جاهدين على تسويق أعمالهم المحلية في مواجهة المدّ الدرامي السوري ثمّ التركي.
وفيما تردّد أنّ النسخة الأصلية من المسلسل أظهرت وجه مريم التي جسدّتها الممثلة الإيرانية شبنم قلي خاني، كما أظهرت وجه النبي زكريا، استَبدلت النسخة المصرية وجهَي هاتين الشخصيتَين بهالتين من نور.
ورداً على الشائعات التي حامت حول العمل، أكّدت المتحدثة الإعلامية باسم قنوات «ميلودي» نسمة قطب لـ«الأخبار» أنّ المسلسل لم يتوقّف بسبب الهجوم عليه، بل لأنّ عدد حلقاته كان 15 فقط، وبالتالي انتهى العرض في الوقت المحدّد.
لكن عرض حلقات العمل كاملةً لم يمنع المنتقدين من رفع أصواتهم في وجه هذا النوع من المسلسلات. هكذا، أكّد عدد كبير من صنّاع الدراما المصرية رفضهم عرض هذه الأعمال على الجمهور المصري، لأنها من إنتاج إيراني أولاً، ولأنّها تحتوي على أفكار شيعية ثانياً! واستفاض المنتقدون في شرح الأسباب التي تحتّم عدم عرض هذه

يرفض المنتقدون عرض هذه المسلسلات لأنّها تحتوي على أفكار شيعية!
الأعمال، منها أنّ إيران تدعم الدراما المحلية بهدف التواصل مع العالم العربي ونشر الأفكار الشيعية بطريقة غير مباشرة. كذلك فإنّ الدراميين العرب لم يعودوا مهتمّين بالدراما الدينية التي تكلّف أموالاً طائلة. وقد أحجم عنها المنتجون أخيراً بعد سنوات من التألق على يد السوريين. لذلك، يرى المعترضون أن الباب أصبح مفتوحاً للدراما الإيرانية التي تخصصت في هذا المجال. وبحسب هؤلاء، فإنّ إيران تبيع مسلسلاتها بأسعار منخفضة بهدف الدخول إلى السوق العربية. وهو ما أكّدته رئيسة قناة «ميلودي دراما» نانسي يوسف في تصريحات سابقة. وأعلنت أن القناة تبحث عن التميّز ولا تمانع عرض أي مسلسل سوري أو تركي أو إيراني. وأضافت إنّ عدداً من رجال الدين شاهدوا العمل قبل عرضه، ولم يجدوا مشكلة في عرضه للجمهور، إلى جانب عدم اعتراض الأزهر.
وفيما اجتازت «ميلودي دراما» بنجاح عقبة تمرير «مريم المقدسة»، انطلقت تساؤلات عن إمكان المخاطرة بعرض المسلسل الإيراني الشهير «يوسف الصديق»، الذي يروي قصة النبي يوسف، ويُعرض باستمرار على قنوات «الكوثر» و«الغدير» الشيعيتين.