رغم اعتذاره عن عدم تنفيذ مسلسل «مملكة الجبل»، لن يغادر المخرج اللبناني «هوليوود الشرق» خالي الوفاض. ها هو يتحضّر لبدء تصوير فيلم مصري مستعيناً بنجوم الصفّ الأول
محمد عبد الرحمن
لا تزال علاقة مخرجي الأفلام السينمائية مع صناعة المسلسلات ملتبسة. يرى هؤلاء أنّ إخراج مسلسل درامي واحد يوازي عشرة أفلام دفعةً واحدةً. إذ إنّ مدة عرض المسلسل لا تقلّ عن عشرين ساعة، فيما لا تتعدّى مدّة الفيلم ساعتين. أما إذا اختار المخرجون السينمائيون «المخاطرة» والدخول إلى سوق الدراما، فإنّهم يواجهون رفض القيِّمين على هذا القطاع، الاستعانة بتقنيات حديثة للتصوير، وبالتالي يفضّل المخرج عدم دخول هذا المجال.
مناسبة هذا الحديث، هي انسحاب سعيد الماروق من مشروع مسلسل «مملكة الجبل». هذا الانسحاب ترافق مع ردود فعل من الصحافة المصرية، عزت تراجعه عن تنفيذ المسلسل إلى شروط تعجيزية حاول فرضها على الجهة المنتجة. ينفي المخرج اللبناني هذه الاتهامات. ويؤكّد لـ«الأخبار» أن «شروطه التعجيزية» لم تكن سوى شراء كاميرا متطورة لاستخدامها في التصوير. «علماً بأنّني توسّطت لدى الشركة المصنعة لهذه الكاميرا للحصول عليها بسعر مناسب».
هكذا رفضت الجهة المنتجة طلب المخرج اللبناني، فاضطر هو للاعتذار عن عدم تولّي العمل، نافياً أن يكون لموقفه أي علاقة بالأجر الذي سيتقاضاه، وخصوصاً أن تهمة مطالبته بأجر مرتفع تلاحقه مع كل عمل يخرجه. يؤكّد الماروق «أجر المخرج ثابت لا علاقة له بأي ارتفاع في الميزانية. وما يطلبه من إمكانات فنية يهدف فقط إلى لفت انتباه الجمهور ودهشته». ويتعجّب الماروق من الحديث عن كلفة إنتاج العمل من دون النظر إلى الإيرادات المتوقعة. «على سبيل المثال، الكل يتحدّث اليوم عن الإيرادات الضخمة لفيلم «أفاتار» من دون الأخذ في الاعتبار كلفته التي تجاوزت نصف مليار دولار أميركي».
غير أنّ اعتذار المخرج اللبناني عن عدم خوض تجربة الدراما التلفزيونية للمرة الأولى، جاء في الوقت المناسب كما يقول. ها هو يتفرّغ حالياً جدياً لأول فيلم سينمائي مصري، بعد سلسلة مشاريع لم تكتمل. وكان قد وقّع سابقاً عقدَين مع شركتَي «روتانا» و«ألباتروس»، غير أنّه عاد واعترف بأن هذين العقدين كانا خطأً في مسيرته المهنية لأنه وقّع في غياب السيناريو المناسب.
اليوم، يبدو الوضع مختلفاً. باتت علاقته بـ«هوليوود الشرق» قوية على المستويَين الشخصي والفني. وبالتالي، فهو ينفي وجود أي صعوبات في إدارته شريطاً سينمائياً تكون بيئته مصرية خالصة وأبطاله أيضاً. علماً بأنّهم سيكونون من نجوم الصفّ الأول على حد تعبير الماروق. ويذهب إلى التغزّل بالمنتخب المصري، مُعرباً عن سعادته بالمشاركة في الحملة الإعلانية لدعم المنتخب في البطولة الأفريقية الأخيرة لكرة القدم.
من جهة ثانية، يقول الماروق إنّ شهرته الكبيرة في عالم الفيديو كليب لم تسهِّل مهمَّته السينمائية، فالكلّ سيتعامل مع فيلمه الأول باعتباره العاشر! كما أنّه يرفض التعاطي مع العمل السينمائي باعتباره «فيديو كليب» تبلغ مدته ساعتين، رغم أنه تعاون سابقاً مع عدد كبير من المغنّين القادرين على خوض تجربة التمثيل أمثال «نانسي عجرم ورامي عياش، لكنني لا أريد أن أقدِّم نفسي للجمهور بهذه الصورة، وخصوصاً في التجربة الأولى التي لن تكون غنائية». وفي الإطار نفسه، يعبّر عن استيائه من غياب الاهتمام الإعلامي بمشاركته كمنتج فني في الفيلم الأميركي الشهير 2 Transformers. إذ كان مسؤولاً عن المشاهد التي صُوّرت في مصر، حتى أنه رُشِّح بعدها لإخراج فيلم أميركي آخر في هوليوود، لكن الأزمة المالية أجَّلت المشروع.

يبتعد تدريجياً عن صناعة الكليبات ويبدأ مرحلة جديدة من حياته المهنية
إلا أن الحديث عن دخول المخرج الشاب إلى عالم السينما، لا يعني أنّه سيتخلّى كلياً عن إخراج الفيديو كليبات رغم أنّه سيبتعد عن هذا المجال تدريجاً لينتقل إلى مرحلة أخرى من حياته المهنية. مع ذلك، يرفض أن يَقال إنّه ابتعد عن إخراج الكليبات كنوع من تعالٍ على هذا النوع من الفن، «تعاني صناعة الكليبات من غياب الجيل الذي ضم شريف صبري ونادين لبكي وطارق العريان. تساهل المخرجون الجدد في الكثير من الأمور بسبب رغبتهم بالنجاح السريع. وقد استغلت شركات الإنتاج هذا الأمر بهدف خفض الكلفة فاهتزت الصناعة التي سادت بقوّة في السنوات الأولى من القرن الجديد».
من جهة أخرى، يرفض الماروق التعليق على أزمته مع إليسا مكتفياً بالقول إنّه هو من قرّر عدم التعامل معها أولاً. أما عن الانتقادات التي وجّهتها شيرين عبد الوهاب له، فأكد أنه قدم في كليب «كتّر خيري» ما يرضيه، مشيراً إلى أن تدخّل المطرب في تفاصيل عمل المخرج لا يعطي أبداً ثماراً ترضي المطرب صاحب التدخلات. فيما لا يزال تعاونه مع محمد فؤاد مؤجلاً بسبب انشغال الأخير بمشروع مسلسل تلفزيوني.


القائمة ... البيضاء

رفض سعيد الماروق تحرير قائمة سوداء بالمغنّين الذين يرفض التعامل معهم، مؤكداً أن الأهم هو العدد الكبير للفنانين الذين يرحّب بالعمل معهم في أي وقت أمثال عاصي الحلاني، وفضل شاكر، ورامي عياش، ولطيفة، ونانسي عجرم... وتمنّى تكرار التجربة مع محمد منير (الصورة) الذي دعمه بقوة في بداية مشواره وأعطاه الحرية الكاملة كمخرج. رغم أن الفنان المصري صعد بالفعل إلى قمة النجومية في هذه الفترة، لكن الظروف وإنشغال كل منهما لم يسمح بتعاون جديد منذ كليب «سو يا سو».