يبدو أن انتخابات «نقابة صنّاع السينما والتلفزيون»، غداً، ستكون أسخن مما كان متوقعاً. الحملات الترويجية للمخرج خالد يوسف لا تعني أنّ وصوله إلى مقعد النقيب سيكون سهلاً. منافسوه الثلاثة الرئيسيون علي بدرخان ومسعد فودة وشكري أبو عميرة كثّفوا اتهاماتهم للمخرج المثير للجدل. ونتيجة لهذا التنافس، انقسمت الساحة السينمائية في مصر على نفسها، وبات الكلّ يترقّب نتيجة هذه الانتخابات التي يتنافس عليها ستّة مرشّحين. غير أنّ السيناريو الأقرب إلى المنطق يقول إنّ الجولة الانتخابية لن تحسم المعركة غداً، بل ستمتدّ حتى الأسبوع المقبل، لإجراء إعادة انتخابات، في ظل صعوبة حصول أحد المرشحين بمفرده على نصف عدد أصوات الناخبين (3 آلاف ناخب).وترجّح التوقعات أن تنحصر جولة الإعادة بين علي بدرخان وخالد يوسف. وإذا حدثت تلك المواجهة، فسينحاز المرشحون الخاسرون إلى بدرخان، إذ إنّ خالد يوسف اعترف سابقاً بأنّه رشّح نفسه في الدقائق الأخيرة، في إشارة إلى رفض شخصيات بارزة في الوسط السينمائي نجاح علي بدرخان. والأخير خاض سابقاً معارك عدة خلال مشواره السينمائي الطويل، ويعرفه الجمهور باعتباره الزوج الأشهر لسعاد حسني.
وقبل ترشيح يوسف، كانت المنافسة محصورة بين بدرخان والمخرجَين مسعد فودة وشكري أبو عميرة. وقد ركّز هذان الأخيران على مكانة بدرخان، إلّا أن تقدّمه في السن، بحسب رأيهما، يعوق تولّيه المنصب. وجاء دخول صاحب «حين ميسرة» إلى المعركة ليدفع الجميع إلى التكتّل ضده، على اعتبار أنّه قادم لتنفيذ سياسات معينة، أبرزها جعل النقابة تحت سيطرة ممدوح الليثي. كذلك فإنّ انحياز رئيس «اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري» أسامة الشيخ لخالد يوسف وضع علامات الاستفهام على موقف الدولة من المخرج المتهم أصلاً بأنه ناصري معارض. ويبدو أن تلاقي المصالح فتح لخالد أبواب التلفزيون المصري، ووافق الشيخ على تعليق لافتات له داخل «ماسبيرو»، فيما يُتعامل مع بدرخان بطريقة مختلفة. وهذا ما دفع وزير الإعلام أنس الفقي إلى توزيع بيان يؤكد فيه أن وزارة الإعلام والتلفزيون لا تنحاز إلى أي طرف.
لكن البيان لم يُزل التساؤلات عن سر دعم خالد يوسف الذي لم يزر النقابة سوى أربع مرّات خلال 10 سنوات، على حدّ تعبير بدرخان. بينما يُعدّ الأخير أحد مؤسسيها. ومسعد فودة هو سكرتير النقابة وشكري أبو عميرة وكيل المجلس الحالي. هل يصمد هؤلاء أمام خالد يوسف «مرشح الحكومة» كما يُلقّب حالياً؟ أم سيظفر بالمنصب مؤكداً القول المصري الشهير: من تدعمه الدولة، لا يهزمه أحد؟
محمد...


أسلحة انتخابية محرّمة؟

«انقلب السحر على الساحر»، هذا ما أكّده المرشّح مسعد فودة الذي اتهم خالد يوسف بسعيه إلى توريطه في قضية رشوة. وفي التفاصيل أنّ خلافاً وقع بين أحد المنتجين والمخرج علي رجب، فرفع المنتج شكوى ضدّ فودة بصفته السكرتير العام لنقابة «صنّاع التلفزيون والسينما»، متهماً إياه بالانحياز إلى رجب والتواطؤ معه بسبب حسابات انتخابية. إلا أن المنتج نفسه عاد وتراجع عن الشكوى، مضيفاً أنّه حرّر الشكوى في مكتب... خالد يوسف! من جهته، نفى يوسف هذا الأمر، وقال إنّ تحرير الشكوى في مكتبه لا يعني أنّه كان على علم بها. كذلك، خرج علي رجب ليؤكّد براءة فودة من كل الاتهامات، معلناً ـــــ رغم ذلك ـــــ انحيازه إلى علي بدرخان (الصورة) في الانتخابات.