«غادر الصحافي عبد الحليم قنديل مقر عمله الساعة الخامسة من مساء يوم الإثنين 4/1/2010 متجهاً إلى بيته، وإختفى منذ ذلك الوقت... وتدّعي الشرطة أنّها لا تعرف عنه شيئاً!». هذه الجملة الصاعقة تتصدر رسالة إلكترونيّة، مجهولة المصدر، انتشرت على نطاق واسع. وصل الايميل الى مكاتبنا في بيروت، فاستغربنا أننا لم نسمع بالاختفاء المزعوم لهذا الإعلامي المعروف بمواقفه النقديّة من نظام مبارك. وسرعان ما تبيّن أنّ الخبر عار عن الصحة لحسن الحظ. قنديل الذي يعتبر من الوجوه البارزة في حركة «كفاية» المناهضة لسيناريو توريث السلطة في مصر، أكّد في اتصال مع «الأخبار»، أنّه على علم بحملة الشائعات المغرضة تلك. وكشف عن شكوك قوية بأن السلطات المصريّة تريد إلحاق الأذى به: «منذ أن نظّمنا اعتصاماً في حركة «كفاية» في 4 أيار (مايو) الماضي أي في يوم ميلاد الرئيس حسني مبارك، تكررت الايميلات مجهولة المصدر التي تفيد باختفائي، وتأتي غالباً مرفقةً بمقاطع من مقال قديم كتبته خلال رئاسة تحرير صحيفة «الكرامة» عام 2006، وكان عنوانه «أشعر بالعار لكونك الرئيس»». ويقول قنديل متخوفاً: «إنتشار شائعة اختفائي بمثابة بروفة تمهّد فعلاً لاختفائي». ولاحظ تزامن الحملة الجديدة مع نشر تصريحات محرّفة منسوبة إليه في «المصري اليوم» تتهم جبهات سياسية بتلقي دعم أميركي. وأضاف: «امتنعت الصحيفة عن نشر التصويب الذي أرسلته، و... عادت الحملة». وكان قنديل اختطف عام 2004 من قبل مجهولين على خلفية نقده المستمر والعنيف لنظام مبارك: «وقتها أجرى النائب العام تحقيقات دقيقة، لكن النتائج بقيت في الأدراج. ورغم مرور ستّ سنوات، ما زلتُ ممنوعاً من الكتابة».
«ثقافة وناس»