بعد أبو ظبي، ها هي الفرقة اللبنانية الشهيرة تقدّم «زايد والحلم» في بيروت بمشاركة عشرات الراقصين، ثم تشدّ رحالها إلى باريس ولندن
باسم الحكيم
بعد «أوبرا الضيعة» التي عُرضت في «مهرجانات بيبلوس» الصيف الماضي، تعود فرقة عبد الحليم كركلا إلى بيروت في مسرحيّة «زايد والحلم» (إخراج إيفان كركلا). وكانت الفرقة قد قدّمت هذا العمل في أبو ظبي، في مناسبة العيد الوطني الـ 37 لدولة الإمارات في كانون الأوّل (ديسمبر) 2008.
هذه المرّة، إذاً، حطّت الفرقة رحالها في «فوروم دو بيروت»، لتقدّم عملها الاستعراضي إلى الجمهور اللبناني بكلفة إنتاجيّة ضخمة، وبدعم من «هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث»، وذلك حتى 7 آذار (مارس) المقبل. لعلها التجربة الأولى لـ«كركلا» في التوثيق للشخصيات التاريخيّة والسياسية. إذ كانت ترصد سابقاً حقباً زمنية معينة، أو تستوحي قصصها من الأدب العالمي في قالب استعراضي متميز.
يعجّ المسرح بعشرات الراقصين: رجال يحملون السيوف والرماح، ونساء يحملن الدفوف والجرار... وترتفع رايات الإمارات السبع بين الحين والآخر، يحملها الفرسان السبعة الذين يمثّل كل منهم فضائل الشرف والصبر والحق والخير والشجاعة والإيمان والحكمة، وهي التي ستُغرس في نفس الطفل زايد.
يمرّ العمل سريعاً على حياة زايد الطفل، ثم يظهر بعدها الممثل الأردني ياسر المصري، في شخصية الشيخ في شبابه وكهولته. ويترافق تمثيل المصري مع مشهدية جميلة وكوريغرافيا مدروسة (اليسار كركلا)، برعت فيها الفرقة اللبنانيّة منذ انطلاقتها. كذلك لا يمكن إلا الإشارة، إلى العمل الغرافيكي المتقن. إذ يتحوّل المسرح بين لحظة وأخرى من صحراء قاحلة إلى مدينة شُيِّدت فيها المباني الضخمة، في إشارة إلى تحوّل الإمارات سريعاً إلى دولة العمران.
وتظهر على الخشبة أيضاً المغنية السعودية وعد في لوحة استعراضية، ثم المغني اللبناني عاصي الحلاني. أما الممثل غابرييل يمّين فيجسّد شخصيّة الراوي الذي يعرّف بشخصية زايد وعالمها.
استغرق الإعداد للعمل الاستعراضي، ما يقارب سبعة أشهر، فعاشت الفرقة سباقاً مع الزمن وتحدّياً مع ذاتها، لتتمكّن من تقديم عمل بالمستوى الذي اعتاد عبد الحليم كركلا تقديمه، منذ سبعينيات القرن الماضي. علماً بأن المدّة الطبيعيّة لإنجاز عمل مدته ساعة ونصف ساعة، هي سنتان تقريباً، بحسب إليسار كركلا.

تستعدّ الفرقة لتقديم «ألفا ليلة وليلة» في الصين
وتعد مسرحيّة «زايد والحلم» عملاً جميلاً، يحمل كل مواصفات النجاح كعمل استعراضي ضخم، وهو يعرّف الجمهور العربي بشخصيّة تستحق التوثيق لها، سواء على المسرح أو في الدراما، وخصوصاً مع الانتشار الكثيف للتوثيق الدرامي في هذه الأيّام. ولعل الدراما التلفزيونيّة، كانت قادرة على إعطاء الشخصية حقها أكثر.
يبقى أن «فرقة كركلا» ستنقل مسرحية «زايد والحلم» إلى «قصر المؤتمرات» في باريس في 8 أيّار (مايو) و9 منه، بعدما مثّلت بيروت محطتها الأولى، بعد أكثر من عام على عرضها الأول في أبو ظبي. ثم تتجه بها إلى مسرح «الأوبرا الوطنية» في لندن بين 1 آب (أغسطس) المقبل و3 منه. كما تقدِّم الفرقة «أوبرا الضيعة» مجدداً في القاهرة، وتستعدّ لتقديم عمل آخر هو «ألفا ليلة وليلة»، التي ستُعرض في مدينة شنغهاي في الصين مع فرقة رقص صينية.


حتى 7 آذار (مارس) المقبل ـــــ «فوروم دو بيروت» ـــــ للحجز: 01/999666