محمد عبد الرحمنيعيش العاملون في «إسلام أونلاين»، أبرز المواقع الإلكترونية الإسلامية، حالة قلق، بعدما تبنّى مجلس إدارة «جمعية البلاغ» القطرية سياسةً جديدة في التعامل مع الموقع، الذي يُصنع بالكامل من القاهرة. ورغم النفي الرسمي لاستقالة ثلاثة من كبار قادة الموقع، وتقليص عدد الموظفين (350 شخصاً)، التزم الشيخ يوسف القرضاوي الصمت حتّى حين استنجد به العاملون، باعتباره الراعي الأول للموقع منذ انطلاقه قبل عشر سنوات.
الأكيد أنّ سنوات الاستقرار انتهت، والتغيير الذي توصي به الإدارة القطرية ـــــ المموِّل الفعلي للموقع ـــــ سيغيّر استراتيجيات الموقع، الذي تعددت نشاطاته مع إطلاق إذاعة إلكترونية، وإصدار كتب مطبوعة، وإطلاق فضائية «أنا»، توقّف بثها أخيراً. علماً أنّ توقيف المحطّة جاء بعدما عجزت عن تحقيق أهدافها، وعلى رأسها أن تكون الواجهة التلفزيونية للموقع، الذي يحرص على تقديم الإسلام كدين شامل، بعيداً عن النصح والوعظ والإرشاد، كما أكد القرضاوي في كلمته على الموقع. إلّا أنّ ما نشرته بعض الصحف القطرية أخيراً عن الموضوع يؤكّد أنّ للأمر أبعاداً أخرى، إذ اعترضت تلك الصحف على عدم تقديم كشف سنوي بإيرادات الموقع ومصاريفه كي يعرف المتبرّعون أين تذهب أموالهم، كما أنّ تمويل الموقع بالكامل من قطر، لا يتناسب مع غياب القطريين عن فريق عمل الموقع، إضافةً إلى تغييبه أخبار الإمارة الخليجية، وهي انتقادات قد تمهّد لسحب الكثير من الامتيازات من القاهرة، ونقل النشاط الرئيسي للموقع إلى الدوحة. لكنّ القرارات النهائية لم تصدر بعد، إذ تؤكّد المصادر الرسمية في «جمعية البلاغ» أن الثلاثي رئيس التحرير العام للموقع توفيق غانم، ورئيس تحرير الموقع العربي هشام جعفر، ورئيس تحرير القسم الإنكليزي محمد زيدان، لم يقالوا بل حُوّلوا إلى مستشارين، واختير آخرون بدلاً منهم. ما يعني أنّ الجمعية تسعى إلى التغيير التدريجي، وهو الأمر الذي يقلق العاملين في مكتب القاهرة، بسبب عدم وضوح الرؤية بشأن ما إذا كانوا سيكملون مع الإدارة الجديدة، أم سيُستغى عن بعضهم كما هو متوقّع. وترتسم تساؤلات عديدة بشأن ما إذا كانت سياسة الموقع ستتغير في ما يتعلق بالقضايا التي يتابعها جمهور «إسلام أونلاين»، إذ تردّد عن وجود نية لإلغاء قسم «إسلاميون»، بتهمة بثّ الفرقة بين الطوائف الإسلامية. وبينما لا يزال الغموض يكتنف موقف الشيخ القرضاوي، تردّد أيضاً أنه لم يعد راضياً عن سياسة الموقع، وخصوصاً بعدما تعرّض هو شخصياً لهجوم عنيف في تعليقات القرّاء، عقب نشره تفاصيل حوار تلفزيوني هاجم فيه أفكار سيد قطب التكفيرية. وقد سُمح بنشر هذه التعليقات المسيئة إلى القرضاوي، بعدما تكررت فيها الاتهامات التي تطلقها الدوائر الرسمية المصرية له عن انحيازه للدولة القطرية التي يقيم فيها منذ عقود.

www.islamonline.net