قصص حبّ كثيرة صوّرتها الشاشة، بعضها ظلّ أسير الخيال، وانتقل بعضها الآخر إلى الواقع. من بوسي ونور الشريف إلى سعاد حسني وعبد الحليم حافظ.. الحبّ مرّ من هنا ولو أنّه لم يُعمِّر طويلاً
هناء جلاد
«الحياة بقى لونها بمبي، وأنا جنبك وإنتَ جنبي»... حين نتذكّر عيد العشّاق، نتذكّر سريعاً أغنية سعاد حسني في فيلم «أميرة حبي أنا». قصص حبّ كثيرة صوّرها الفنّ السابع والشاشة الفضية، بعضها ظلّ حبيس الشاشة فيما انتقل بعضها الآخر إلى الواقع واستمرّ أو انتهى بالطلاق. مشاهد الرومانسية والهوى جمعت فاتن حمامة وعماد حمدي في مجموعة من الأفلام تماماً كما جمعت حسين فهمي وسعاد حسني في «خلي بالك من زوزو» (1972) و«أميرة حبي أنا» (1974) اللذين حطّما الأرقام القياسية في إيرادات شبّاك التذاكر. لكنّ فاتن حمامة وقعت فعلاً في غرام الوسيم عمر الشريف الذي وقف إلى جانبها في فيلم «صراع في الوادي» (إخراج يوسف شاهين ــــ 1954). هكذا، تزوّجا في عام 1955 لكنّ عمر سرعان ما غادر القفص الذهبي في السبعينيات بعدما أخذه حلم النجومية العالمية بعيداً عن «سيدة الشاشة العربية». كذلك، عانت سعاد حسني من غيرة عبد الحليم حافظ الذي امتنع عن إعلان خبر ارتباطهما على الملأ، فضاع الحبّ الذي جمعهما... كما ضاع ذلك الذي جمع فريد الأطرش وسامية جمال. قصّة أخرى عمرها ثلاثون عاماً انتهت بالفراق وكان أبطالها نور الشريف وبوسي اللذين تزوجا في 1972. يومها، كانت بوسي لم تبلغ سن الرشد فيما كان نور في بداية مسيرته الفنية. جسّد هذا الثنائي قصة حبهما في فيلم «حبيبي دائماً» (1980) مع تغييرات درامية ثم عادا وقدّما فيلم «العاشقان» (1999) كجزء ثان... إلى أن وقع خبر الانفصال كالصاعقة على الوسط الفني في مصر. لا تنفي حالات الطلاق المتعددة في الوسط الفني مثل حالة فاروق الفيشاوي وسمية الألفي، وحسين فهمي وميرفت أمين، وجود زيجات ناجحة بين أهل الفن منهم حسن يوسف وشمس البارودي اللذان جمعتهما أفلام عدّة قبل أن تعتزل شمس التمثيل وتلتزم دينياً. كذلك الأمر، يتمتع كل من سمير غانم ودلال عبد العزيز بحياة زوجية مستقرة، كما محمود ياسين وشهيرة التي اعتزلت الفنّ وتحجّبت.
ومن جيل الشباب في الوسط الفني المصري، لم يتخوف النجمان منى زكي وأحمد حلمي من لعنة الفراق التي تصيب العشاق في الوسط الفني. إذ إنّ زواجهما يسير على خير ما يرام رغم عدم اجتماعهما سينمائياً في أدوار عاطفية.
أما في لبنان، فمَن منا لا يذكر الثنائي هند أبي اللمع وعبد المجيد مجذوب اللذين لعبا بطولة العديد من المسلسلات وكرّسا صورة الثنائي الرومانسي على الشاشة؟ حين انطلق «تلفزيون لبنان والمشرق» من بيروت كأول قناة في الشرق في 29 أيار (مايو) 1959، انتقل أديب حداد من خلف ميكروفون الإذاعة إلى أمام الكاميرا ليقدم البرنامج الاجتماعي الأول «يسعد مساكم» على الشاشة الفضية. وكانت رفيقته في حل مشاكل «الضيعة» أوّلاً الممثلة ليلى كرم. لكن سرعان ما استعان بزوجته الحقيقية سلوى حداد التي وقفت أمام الكاميرا لتكون شريكة أبو ملحم في حل المشاكل فقدما معاً 718 حلقة تلفزيونية من سلسلة «يسعد مساكم». وكانت التلميذة سلوى حداد قد تعرّفت إلى الأستاذ أديب حداد في الجامعة الوطنية في عاليه. وعندما تخرجت، أصبحت مدرّسة فيها، ثم تزوجا عام 1943. هكذا أسعدَ هذا الثنائي ببساطة مثاليته المشاهد اللبناني على مدى سنوات وصار قيمة معنوية ما زالت تحتل حيزاً في وجدان المشاهد حتى اليوم.
خلال المرحلة التجريبية للإعلام المرئي اللبناني، تمثّل السيتكوم الأول في سلسلة «الدنيا هيك» التي لم تبتعد أيضاً عن الخوض في الصراع المحموم بين الخير والشر في قالب كوميدي. لكن الكاتب والممثل محمد شامل رصد مكاناً للرومانسية الـ«لايت» بين شركاء النجاح المونولوجيست فريال كريم في دور زمرد بائعة الورد والممثل إلياس رزق (عزيز). وكثيرون ما زالوا يستحضرون جملتها الأشهر لحبيب القلب «عزيز عزو يللي كتير بعزو». إلا أنّ نماذج «العشاق» التي تفوقوا على من سبقها إلى الشاشة، كانوا

الثنائي حسين فهمي وسعاد حسني حطّما الأرقام في شبّاك التذاكر

تحوّلت هند أبي اللمع أيقونةً العاشقين وسحَر عبد المجيد مجذوب النساء
ممن سعوا إلى تقديم دراما أكثر جدية في حوارات أقرب إلى الواقع المعيش. هكذا، تحوّلت هند أبي اللمع أيقونةً للعشاق فيما سحَر عبد المجيد مجذوب النساء بعدما رأين فيه مثالاً للرجل الجنتلمان والعاشق الرقيق. وكرّت سبحة المسلسلات التي جمعت هذا الثنائي مثل «لا تقولي وداعاً» و«عازف الليل» و«حول غرفتي» التي كتبها وجيه رضوان وأخرجها أنطوان س. ريمي الذي كان زوج هند أبي اللمع في الواقع. لكن العمل الأبرز تمثل في «ألو حياتي».
وللشاشة الفضية أيضاً، قدّم كل من آمال عفيش وأكرم الأحمر ثنائياً متناغماً في «حكايتي» و«سحر». كما كوّن مسلسل «فارس ونجود» صورةً جميلة للعشق في الصحراء بين البدوية سميرة توفيق والفارس محمود سعيد. وتألقت نهى الخطيب سعادة في مشاهد الغرام التي جمعتها بسمير شمص في مسلسل «النهر» (إخراج إيلي سعادة).
أما جورج شلهوب وألسي فرنيني فتمسّكا بالانسجام الذي جمعهما أمام الكاميرا في مسلسلات «مذكرات ممرضة» و«رحلة العمر» و«الصمت» ونقلاه إلى الحياة بعدما وضعا النهاية السعيدة لقصة حبهما بالزواج وأنجبا يورغو شلهوب ليمثل العائلة في الجيل الفني الجديد.


الدراما السورية عاشقة أيضاً

صوّرت الدارما السورية علاقات حب كثيرة اقتُبست عن قصص حقيقية أو كانت من محض الخيال. ونذكر هنا مسلسل «أهل الغرام» الذي حقق نجاحاً لافتاً. كما حظيت مسلسلات مثل «هيك اتجوزنا» و«سيرة الحب» بجماهيرية كبيرة بسبب تسليطها الضوء على علاقات حب رومانسية. وسطع بريق الحب عبر قصص عشق تشبه الروايات الخالدة في أعمال مثل «ليس سراباً» و«على طول الأيام» و«أحلام كبيرة».