الطبيعة هي بطلة المعرض الحالي لفاطمة الحاج في «غاليري ألوان». لكن متى كانت الطبيعة غائبة في أعمال هذه الرسامة اللبنانية التي تحولت الطبيعة في شغلها إلى مفهوم متكامل؟ الطبيعة هنا نوع من فن شخصي أو نبرة تشكيلية مفضَّلة. نشاهد لوحاتها الـ41 المنجزة بألوانٍ زيتية على قماش، فنشعر بأن روحاً واحدة تسري فيها. الألوان السعيدة والمبهجة تسود في الأعمال المعروضة. خلطة الأصفر والأحمر والأخضر والأزرق تُحضر مناخات الطبيعة. نقول مناخات للتمييز بين ما نراه وما نعرفه مسبقاً عن حضور الطبيعة في تجارب أخرى. ترسم فاطمة الحاج ما لم يُنكَّل به من البشر، أو ما يتعرَّض لتنسيقات وتعديلات جمالية معينة. الألوان تترجم عذرية أنحاء ومجاهل غير مروَّضة. كأن الهدف هو بلوغ لحظة تأمل صافية مع الكون.
يحضر بشر قليلون في بعض اللوحات، لكنهم ذائبون في الطبيعة
هكذا، تتأكد وتتعزّز صفة الجموح والعذرية في الطبيعة المرسومة. ثمة طموح لإحضار الطبيعة كما هي. الأرجح أن هذا يبرر الحضور الأشعث والفطري والغرائزي للألوان. كأن الرسامة غير مكترثة بالذوق التقليدي لمقتني اللوحات، فلا تبذل أي جهد يخص الجانب التسويقي لعملها.
حتى 10 نيسان (أبريل) ــــ «غاليري ألوان» (وسط بيروت) ــــ للاستعلام:01/975250