الموسيقى متنفّسه ومصدر سعادته في الحياة. بعد مسيرة امتدّت 36 عاماً، يعود الفنان اللبناني بألبوم جريء لا يغيب عن قضايا الناس. صاحب «آه يا زينب» يدخل مرحلة جديدة في مسيرته

هناء جلاد
منذ ظهوره الأول في برنامج «ستوديو الفن» على شاشة «تلفزيون لبنان» عام 1974، فرض وليد توفيق مكانته التي جعلته يستحقّ لقب «النجم العربي». بعد 36 عاماً من الاستمرار، يقول وليد توفيق لـ«الأخبار»: «إصراري على مواصلة مسيرتي الفنية ينبع من عشقي للموسيقى التي أعدّها متنفّسي الوحيد ومصدر سعادتي في الحياة».
ويؤكد أنّه يُدرك خطورة دخوله مرحلة جديدة في مسيرته الفنية، صنَّفها بالثالثة بعد معاصرته ثلاثة أجيال من المتتبّعين لأعماله. وعليه، بدأ يرتّب أولوياته التي تقف على رأسها ضرورة مواجهته بالكلمة المغنّاة وجع الناس وتصوير كليب أكثر عمقاً وقادر على التواصل مع الواقع الاجتماعي.
وبالفعل، بدأ توفيق بتنفيذ الخطة الجديدة مع أغنية «طير زغير» التي تشهد على عدم غياب الفنان عن القضايا الإنسانية والاجتماعية والسياسية من دون أن ينسى واجبه بالغناء للفرح والحب: «لهذا السبب أحترم زياد الرحباني الذي لم يتخلّ يوماً عن هذا الدور». بعد كل هذه المراحل التي مرّت بها الساحة الفنية العربية، يرى توفيق أنّ «اللامبالاة طغت على العاملين في المجال الفني مقابل كمّ هائل من الفوضى. الكل يغنّي على ليلاه». ورغم اعتبار نفسه محظوظاً لمعاصرته التطور السريع لناحية تجدد الموسيقى والقدرات الهائلة في التسجيل والترويج «لكن للأسف ما زلنا نحن العرب نستغلّ التطور التكنولوجي بأسوأ وجوهه».
مع ذلك، يرى توفيق أنّ هناك أصواتاً جيدة كثيرة على الساحة اللبنانية اليوم. لكنه يتوقف عند هؤلاء «الدخلاء الكثر على الفن، الذين يستسهلون صناعة الأغنية وبثّها وترويجها مقابل مردود مالي كبير في ظل توافر وسائل الإعلام الخاصة المنتشرة اليوم».
انتهى وليد توفيق أخيراً من تصوير الأغنية المنفردة «ما في شي بيتغير» تحت إدارة المخرج وليد ناصيف، التي ستُعرض قريباً على مجموعة قنوات «ميلودي» و«إم بي سي». وكشف أنّها ستنضم لاحقاً مع أغنية «شوف بيروت» إلى ألبوم كامل سيصدر أواخر الشهر المقبل. يقول عنه: «ألبوم «ما في شي بيتغير» صار جاهزاً، وهو يضم ثماني أغنيات، منها «لا تعوّدني عليك» التي أستعدّ لتصويرها، وهي من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحاني، و«قاضي الغرام» للشاعر ميشال جحا والملحّن جوزف جحا. كما سأقدّم الكلمة الجريئة في «الليلة بدي كون معك» للشاعر منير بو عساف.

يحبّ زياد الرحباني ولا يندم على عدم مواصلة مسيرته السينمائية

أضف إلى ذلك، تعاوناً أول يجمعني بالملحن هيثم زياد، وآخر مع الملحن الكبير حلمي بكر بعنوان «مش ضامن أيامك»». لكن كيف يردّ وليد توفيق على انتقادات تُرجع أسباب تراجع جماهيريّته إلى تفرّده بوضع ألحان معظم أغانيه؟ «سمعت هذه الانتقادات. أؤكّد أنّني ضد احتكار الفنّان لنفسه من حيث اللحن أو الكلمة. لكن أريد على الأقل احتساب عشر أغنيات من ألحاني لاقت القبول لدى الناس لتؤكّد موهبتي في إبداع الجملة الموسيقية، منها «تيجي نقسم القمر» و«انزل يا جميل عالساحة»، و«لملمي دموعك يا عين» و«وحدك حبيبي»و «لمن هذا الجمال» وأخيراً «العصفور» و«يا بحر»».
كان وليد توفيق ممّن ركبوا بساط السينما من دون العمل على تكريس نفسه ممثلاً. لكنّه لا يندم على ذلك «جاءت فرصتي في السينما لمساعدتي على الانتشار سريعاً كمطرب عربي، كما خدمتني الشاشة الذهبية لناحية تمكّني من طرح مواضيع في الأغنية لم أكن لأقدر على طرحها، كما في أغنية «آه يا زينب» و«عد إلى قلب جنوبي» من فيلم «لا تطفئ النار». وهنا نعود إلى الفكرة التي طرحتها بدايةً وهي واجب الفنان في التعرض لقضايا الناس الملحّة».