لم تهدأ بعد موجة الغضب التي اجتاحت الشارع الكويتي، بعدما كشفت صحيفة «الوطن» السعودية أنّ فنانة كويتية تدعى إيما شاه (الصورة)، غنّت باللغة العبرية، في حفلة أقيمت على مسرح «نادي المتخرّجين الكويتيين» الأربعاء الماضي. وما زاد غضب الكويتيين، كان دفاع إيما عن خيارها، قائلة إنّها ترفض أن يضع كائن من كان حدوداً لفنّها، «وللأسف، العرب عندهم إلغاء للآخر، ورفض التعايش مع الآخر، والرأي الآخر، والعنصرية وتغيير النفوس والعصبيات والحقد على أنفسنا ومن حولنا»! وأضافت أنّ الأغنية التي قدّمتها «لا تحمل مشاعر كره أو عداء للعرب، ولا تحاول أن تلغي أفكارهم أو ثقافتهم أو وجودهم أيضاً» مشددّة على أنّ كلمات الأغنية تقول «هيا لنفرح لنفرح لنفرح، لنستمتع يا إخواننا لنستمتع»... ولم تقف المغنية الشابة عند هذا الحدّ بل قالت إنها لا تحمل مشاعر كراهية ضد أحد، وإنها «مطلعة جيداً على الأديان والمذاهب، ما يجعلها تحب جميع الناس».وفي مقابلة على قناة «العربية» مساء أول من أمس، قالت المغنية الشابة، إنّ فلسطين ليست قضيتها المركزية، بل لديها اهتمامات أخرى، تعبّر عنها بفنّها.
وهاجمت رجال الدين الذين انتقدوها، وخصوصاً الداعية محمد العوضي الذي كتب أكثر من مقالة عن هذا الموضوع في زاويته «خواطر قلم» في صحيفة «الراي» الكويتية. وجاء في إحدى مقالات العوضي، أنّ غناء إيما بالعبرية يندرج في إطار محاولة الثقافة الصهيونية التغلغل في المجتمع الخليجي، والكويتي خاصة. وقد ربط بعض النقاد الخليجيين بين هذه الحادثة، وتوقيع شركة «روتانا» اتفاق شراكة بينها وبين روبرت مردوخ. ورأى هؤلاء أنّ هذه الشراكة شرّعت الباب أمام دخول الثقافة الإسرائيلية إلى العالم العربي.
يذكر أن إيما شاه، ولدت عام 1981، لوالد كويتي وأم إيرانية. وقد أسست فرقة «انثروبولوجي» عام 2006. ولعلّ أحد أكثر الأعمال التي شهرتها كان تلحينها وغناءها مقتطفات من كتاب «النبي» و«يسوع ابن الإنسان» لجبران خليل جبران.
ومع انطلاق شرارة الانتقادات التي طالت إيما، استغلّت المواقع الإلكترونية الإسرائيلية، هذه الحملة للدفاع عن المغنية الكويتية، واتهام «الغاضبين» بالعنصرية، وإجهاض فكرة السلام بين العرب وإسرائيل.