تطوان ــــ محمود عبد الغنيمع اختتام الدورة السادسة عشرة لـ«المهرجان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط في تطوان» (شمال المغرب)، يراكم المهرجان المغربي الأقدم ربع قرن من العطاء في مجال الفنّ السابع. تاريخ يؤهّل التظاهرة لاحتلال موقع الصدارة بين المهرجانات السينمائية المغربية... لكنّ واقع الحال أثبت وجود أزمة غير مسبوقة على مستوى التنظيم والرؤية. المهرجان الذي أقفل أبوابه السبت الماضي، يعاني ضعفاً حقيقياً في ميزانيته، أمام الدعم الهزيل الذي تقدّمه بعض الجهات، مثل «المركز السينمائي المغربي».
وكانت «الجائزة الكبرى لمدينة تطوان» من نصيب شريط «إرفع رأسك» للإيطالي أليساندرو إنجيليني، الذي تنافس مع 11 فيلماً روائياً ضمن المسابقة الرسمية. وقد منحت «جائزة محمد الركاب» أو «جائزة لجنة التحكيم الخاصة» لـ«10 إلى 11» باكورة التركيّة بيلين إسمير. فيما حصل «أوري» للإسباني ميغيل أنخيل خيمينس كولمنار على «جائزة عز الدين مدور» للعمل الأول. وفاز الإيطالي سيرجيو كستيليتو بجائزة أفضل ممثل عن دوره في «إرفع رأسك» فيما فازت مواطنته مارغاريتا باي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في شريط «الفضاء الأبيض» للإيطاليّة فرانسيسكا كومينتيني. وكانت جائزة الجمهور من نصيب الفيلم المغربي «المنسيون» لحسن بنجلون.
وقد شارك في مسابقة الأفلام الروائيّة شريط «دواحة» لرجاء عماري و«بالألوان الطبيعية» للمصري أسامة فوزي، و«الليل الطويل» للسوري حاتم علي، و«المرأة التي لا تملك بيانو» للإسباني خافيير روبير، و«على قيد الحياة» للألباني أرتان مينارولي، و«أمطار أبريل» للبرتغالي إيفو فريرا و«عند الفجر» للجيلالي

استرجعت المدينة المتوسّطيّة عقداً من الأفلام المغربيّة

فرحاتي. وترأس لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الروائية بيار هنري أحد مؤسسي تظاهرة La Quinzaine des réalisateurs في «مهرجان كان». المهرجان الذي يمنح جوائز عن فئة الأفلام الروائيّة وفئة الأفلام القصيرة وفئة الأفلام الوثائقيّة، منح الجائزة الكبرى لمدينة تطوان عن فئة الوثائقي لفيلم «العيش هنا» للمخرج التونسي محمد زران، وعادت جائزة الجزيرة الوثائقية الخاصة للفيلم الفلسطيني «عايدة» من إخراج تيل رويسكين.
ووسط إقفال أكثر من ست عشرة صالة سينما، توزّعت عروض المهرجان على صالتين صامدتين هما سينما «أبينيدا» وسينما «إسيبانيول»، إضافةً إلى «المركز الثقافي الفرنسي» ودار الثقافة، و«المعهد الوطني للفنون الجميلة». واحتضنت التظاهرة ندوة «النقد السينمائي: الرهانات والتيارات الجديدة» وطاولة مستديرة بعنوان «السينما المغربية: إشكالات النمو».
ضيفة شرف تطوان كانت السينما التشيلية، هذه السينما التي تتميّز بحضور قضيتي المرأة والأقليات وتعكس تحولات مجتمعها. كما استرجع المهرجان عقداً من السينما المغربية من خلال عرض ثلاثة عشر فيلماً أخرجت خلال العقد المنصرم، من بينها «المنسيون» لحسن بنجلون، و«عند الفجر» للجيلالي فرحاتي.
وكرّم المهرجان النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالي، والممثل المغربي محمد بسطاوي والمخرج التركي ريحا إردم، والممثل السوري أيمن زيدان والممثل المصري محمود عبد العزيز.