بعدما عمل لسنوات في مجال الكليبات، ها هو يصنع فيلمه الأول. «أديم ــ عرس الشرف» الذي يحكي العيش المشترك في لبنان، يقدَّم في عرض خاص مساء اليوم في صالة «صوفيل»
باسم الحكيم
من عالم الفيديو كليب إلى السينما. ها هو المخرج عادل سرحان الذي عمل لسنوات في تنفيذ الأغنيات المصوّرة لعشرات الفنانين، يحقّق أحلامه السينمائيّة. منح الفرصة الأولى لنفسه، فموّل أول أفلامه الروائيّة القصيرة «أديم ــ عرس الشرف» وهو من تأليفه وإخراجه، على أمل أن تُفتح أعين المنتجين على القدرات الإخراجيّة الواعدة في لبنان، وتضع موازنات لدعم السينما اللبنانيّة «رغم أن الإنتاج يحتاج إلى أمان واستقرار في البلد» كما يقول عادل سرحان.
هكذا، سبق زميله المخرج سعيد الماروق الذي تحدث طويلاً عن أكثر من فيلم أراد تنفيذه، لكنّ الظروف الإنتاجيّة حالت دون تحقيق أحلامه.
يقع شريط سرحان في 12 دقيقة فقط، «لكنها توازي ساعتين لأنّها مكثفة». وهي ليست مخصصة للعرض الجماهيري، بل تهدف إلى المشاركة في المهرجانات. وهو ما بدأه سرحان فعلاً حين نال جائزته ضمن مهرجان دعم الإنتاج التلفزيوني والسينمائي الذي أقامته نقابة السينمائيين قبل أيّام في «قصر الأونيسكو» في بيروت.
قبل الغوص في أي تفاصيل، يعرب سرحان عن امتنانه وشكره للممثلين الذين آمنوا بالفيلم، فأدوا أدوارهم بلا مقابل. ويثني على أداء كارمن لبّس، «لقد أذهلتني في شخصيّة أم أديم وأدائها للدور بشفافيّة مطلقة. حتى إنني لم أتمكن من رؤية غيرها بطلةً عند الكتابة». ويثني سرحان على أداء بقيّة الممثلين الذين يطلّون في مشاهد قليلة وهم: عبد الرحمن التنير في دور أديم، وجوزيف أبو دامس في دور راعي الغنم أبو صافي، ريتا لبكي (بطلة مسلسلي «بين السما والأرض» و«الشيخة الأميركيّة» للمخرج زناردي حبيس)، ثم سعيد بركات ومارون شرفان ورنا قيامة. ولأنه يؤمن بضرورة تطعيم الأعمال الدراميّة والسينمائيّة بوجوه عربيّة وغربيّة من دون أن تكون دخيلة على القصّة، فقد استعان بالتونسية ريم البنا وبممثلة أميركيّة تدعى شيرين.

أذهلتني كارمن لبّس في شخصيّة أم أديم (ع. س.)
هنا، يراهن سرحان على قصّة تحمل قضيّة إنسانيّة تتمثل في الدفاع عن الأرض، وعلى تنفيذ مختلف لشريطه السينمائي الأول. وقد ضمّن سرحان فيلمه القصير مشهداً طويلاً أخذه في لقطة واحدة. لا يشرح كثيراً عن الإطار العام لقصته، لكنّه يشير إلى أنّ الفيلم يتناول مسألة الدفاع عن أرض الوطن، كشخص عادي أو كجندي.
ولم يشأ سرحان أن يتقاسم تمويل باكورته السينمائية مع أي منتج، «كي لا أضطر للرضوخ لشروط الإنتاج». يقول: «استعرضت عضلاتي بما يكفي، وهو يعني كل مواطن». يتحدث سرحان عن عناوين كبيرة يطرحها في شريطه، كوحدة المسار والعيش المشترك والعولمة، إضافة إلى رسائل اجتماعيّة مختلفة لكل لبنان. وهو مؤمن بأن النظرة إليه ولإمكاناته كمخرج، ستكون مختلفة بعد هذا الفيلم الذي يبدأ بضحكة وينتهي بدمعة. ويضيف أن الدقائق الـ12 زاخرة بكل أنواع الانفعالات من ضحك وبكاء وتأثر وغضب...
يمثّل «أديم» الخطوة الأولى لعادل سرحان في مجال السينما، فكيف سيكون الحكم على التجربة التي يعوّل عليها سرحان كثيراً؟ هو الذي يؤمن بأنّ النقد السلبي لفيلمه «لن يتجاوز الواحد في المئة».