الإعلام في الوقت الراهن... قوة الحاضر» هو عنوان المنتدى الذي أقامته المحطّة القطرية. المدير العام للشبكة وضّاح خنفر هاجم استبداد الأنظمة العربية
الدوحة ــ الياس مهدي
«لا أحد يستطيع كَمّ أفواهنا بعد الآن، وحرماننا التعبير عن آرائنا». بهذه الكلمات، استهلّ المدير العام لشبكة «الجزيرة» وضّاح خنفر كلامه خلال افتتاح منتدى «الإعلام في الوقت الراهن... قوة الحاضر» يوم السبت الماضي. أمام حشد من الإعلاميين والمدوّنين معظمهم من الولايات المتحدة ومن دول غربية أخرى، افتتح المنتدى الذي نظّمه «قسم الإعلام الجديد» في «الجزيرة»، لمناقشة طرق الإفادة من وسائل الإعلام الجديد بعيداً عن الرقابة.
لغة وعد ووعيد، خاطب بها وضّاح خنفر الأنظمة العربية التي تحكم سيطرتها على وسائل الإعلام، متوعداً إياها بأن «الجزيرة» قررت الاستعانة من الآن فصاعداً بـ«الإعلام الجديد في الوطن العربي، لأنه يمثّل فرصة لمواجهة الاحتكار والاستبداد، فالإعلاميون الجدد وصلوا إلى مواقع لم نصل إليها نحن الصحافيين المحترفيين بكاميراتنا لأنّنا ممنوعون».
هكذا، وجّه خنفر تحيةً إلى هؤلاء الذين يحملون هواتفهم الخلوية في الدولة العربية لفضح الفساد والقمع، من دون أن يكون لهم أي صلة بعالم الصحافة، قائلاً: «الإعلام الجديد سيعيد إلينا الحقيقة بفضل هؤلاء الصحافيين الشجعان»، معلناً أنّ «الجزيرة» ستحتضنهم في «مركز الجزيرة للتدريب» وتلقّنهم مبادئ المهنة وأصولها، وتعرض موادهم على شاشتها.
في موازاة ذلك، أعلن خنفر أن قسم الحريات العامة وحقوق الإنسان في شبكة «الجزيرة» سيطلق خطاً ساخناً للتواصل المباشر مع صحافيي العالم العربي «لأنه عندما يتعلق الأمر بالحرية، يصبح ذلك قضيتنا». وفي عزف منفرد ومعاكس لتوجه العديد من الصحف والمؤسسات الإعلامية التي قررت أن تفرض رسوماً على قرائها عبر الإنترنت، بسبب تدني مبيعاتها، أعلن خنفر عن «مبادرة حرية الإنترنت» التي تلتزم بموجبها القناة بوضع كل محتوى «الجزيرة» على الإنترنت، كي يتمكّن القارئ من الإفادة منه مجاناً في وقت تحاول مؤسسات أخرى استغلال الإنترنت لجني الأرباح، على حد قول خنفر.
من جهة أخرى، تحدث مدير مختبرات «جامعة هارفرد» جوشوا بانتون عن تدنّي مبيعات الصحف في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنّ هذا المنحى لم يسبّبه الإنترنت، بل بدأ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولفت جوشوا إلى أن تراجع مطالعة الصحف عبر الإنترنت، يبلغ ما معدله 12 دقيقة لكل شخص، مقابل سبع ساعات يقضيها الفرد الأميركي على موقع «فايسبوك».

إطلاق خطّ ساخن للتواصل المباشر مع صحافيي العالم العربي

بدوره، تحدث جي.أم روزنبرغ الذي قضى 15 عاماً موظفاً في الكونغرس الأميركي، عن تغير صورة إسرائيل في المجتمع الأميركي بفضل الإعلام الجديد الذي «فضح أكاذيب القنوات التلفزيونية التقليدية الخاضعة لهيمنة اليهود، على رأسها «فوكس نيوز» المملوكة لرجل الأعمال روبرت موردوخ». وخلص إلى أن «هناك 99 في المئة من الأميركيين الذين كانوا يرون أنّ إسرائيل هي ضحية للكراهية الفلسطينية العربية، بسبب الدعاية المغرضة التي روّجتها وسائل الإعلام التي يسيطر عليها رجال يهود وموالون لدولة إسرائيل. وإن قلت لهم العكس، فسيتهمونك بالدعاية المغرضة. لكننا اليوم بدأنا نتلمس تغيراً في النظرة بفضل ما تقوم به «الجزيرة» الإنكليزية، فنحن لم نكن نرى تلك الصور في غزة على التلفزيونات الأميركية. وبفضل «يوتوب»، فُضح الكثير من السياسيات الإسرائيلية».