بيار أبي صعب
حين وصل الوزير فادي عبّود إلى الـ«أسمبلي هول»، كانت الخطابات قد انتهت، وبدأ إعلان البرنامج، فراح MIKA، الطفل (اللبناني) المعجزة للبوب العالمي، وأوّل مواعيد «بعلبك» هذا الصيف، يغنّي ويرقص لنا على الشاشة. عاد المصوّرون ليحوموا حول المنصّة التي انسحب عنها الوزير سليم وردة قبل قليل، بعدما حرّك الأجواء بربطة عنقه البنفسجيّة وطريقته في الكلام. وزيرا السياحة والثقافة، هما الوجهان الجديدان في هذا الطقس الأبدي لإطلاق «مهرجانات بعلبك الدوليّة» (24 حزيران/ يونيو ـــ 7 آب/ أغسطس 2010). باقي الكاستينغ يبدو على حاله. النقيبان محمد بعلبكي وملحم كرم، كلامهما عن أمجاد لبنان وإشعاع بعلبك، يعرفه الجميع عن ظهر قلب. ومي عريضة (الصورة)، سيّدة الاحتفال، ما زالت تتوسّط المنصّة بالتايور الزهر، لتقرأ كلمتها الترحيبيّة كأنها تخاطبنا من عالم آخر...

مسك الختام مسرحيّة غنائيّة استعراضيّة، تجمع ملحم بركات وغسان الرحباني
برنامج بعلبك مضغوط ومتوازن، من دون مفاجآت كبرى. ميكا سيستقطب الشباب إلى مدينة الشمس (24/ 6)، بعد تجربة ناجحة في وسط بيروت عام 2008. يتبعه موعد مهم مع الجاز الأميركي الأسود (9/ 7): خماسي (المغنّي) كيفين ماهوغاني الذي يقدّم تحيّة إلى كولتراين، ثمّ فرقة (الساكسوفون تينور) أودين بوب. «أوركسترا كراكوفيا السمفونيّة» ستحيي المئويّة الثانية لشوبان، بقيادة المايسترو كريستوف بنديركي (17/ 7). ومن سان بطرسبرغ، تأتينا «آنا كارينينا» بطلة تولستوي الملعونة، عبر باليه تشايكوفسكي الشهير، في تصوّر كوريغرافي حديث (بالغ المهارة التقنيّة حسب النماذج التي عُرضت) من توقيع الروسي بوريس آيفمان (24/ 7).
وتعود بنا «بعلبك» إلى الشرق، مع أمسيّة لعازف العود العراقي نصير شمّة، يرافقه ثلاثون عازفاً من فرقة «بيت العود» التي أسسها ويديرها (31/ 7)... أما ذروة الموسم، فمسرحيّة غنائيّة استعراضيّة، تجمع بين ملحم بركات وغسان الرحباني (5 ـــ 7/ 8). «ومن الحب... ما قتل» عن صراع الشرق والغرب، يشارك فيها مئة فنان وكومبارس. هذا كل ما نعرفه حتّى الآن. مايا حلبي، عضو لجنة المهرجان المولجة بالعلاقة مع الإعلام، تبدو متحمّسة: «غسان يقف على حدة في العائلة الرحبانيّة، هذا الشاب يحمل أفكاراً مجنونة». لم يبق إذاً سوى الانتظار.