مع وضع اللمسات الأخيرة على قسم كبير من المسلسلات السورية، انتقلت بعض الخلافات بين صنّاع هذه الأعمال إلى قاعات المحاكم... دعاية مجانية تسبق موسم العرض في رمضان
وسام كنعان
في رمضان المقبل، سيكون المشاهد على موعد مع الدراما السورية. أما هذه الأخيرة فموعدها مع القضاء، بعدما اشتدت الخلافات على أكثر من عمل، فلجأ أصحابها إلى أروقة المحاكم لحل النزاعات.
لم تقتصر هذه النزاعات على أعمال موسم رمضان 2010، بل إنّ بعض الدعاوى تعود إلى رمضان الماضي. هكذا، قرر أخيراً الكاتب المعروف هاني السعدي رفع دعوى قضائية ضد المخرج والمنتج يوسف رزق على اعتبار أنه لم يتقاضَ أجره عن نص «سفر الحجارة» الذي عرض في الموسم الماضي. وقد ظهر العمل بمستوى فني رديء حتى قيل إنّه يسيء للقضية الفلسطينية! وتمثّل هذه الدعوى نهاية لتعاون بين الكاتب والمخرج دام سنوات وقدما خلالها الكثير من الأعمال التي حققت جماهيرية عالية. لكنها وصفت بأنّها المثال الأنسب للمراهقة البصرية. «اتفقت مع رزق على أن أتقاضى أجري كحصص سهمية من الأرباح، ووصل أجري إلى 50 ألف دولار أميركي تدفع عندما يقبض ثمن العمل من المحطات، ولم أقبض حتى الآن دولاراً واحداً، لذا لم يعد أمامي غير القضاء» يقول الكاتب هاني السعدي لـ«الأخبار». ويضيف: «عندما عرض العمل على الشاشة، كان رزق قد أجرى تعديلات عدة عليه، وأعطى لابنه دوراً يظهره فيه كسوبرمان، على نحو يستخف بالجمهور. وهنا صبّت الصحافة انتقاداتها عليّ، ثم دوّنت كل الانتقادات وعرضتها على رزق، وأخبرته أن من واجبه الرد على ذلك الكلام، فطلب مني أن أتولى مهمة الرد. وبالفعل أجريت حديثاً مع الصحافة المحلية، وضعت فيه النقاط على الحروف. وهنا قرر رزق أن ينكر علي حقي المادي مشترطاً اعتذاري عن كل ما قلت».
كذلك، رفع الكاتب مازن طه دعوى ضد المخرج يوسف رزق بسبب مسلسل «ساعة الصفر» المتوقع عرضه في رمضان المقبل. إذ صرّح طه أنّ رزق طلب منه إجراء بعض التعديلات على النصّ، فوافق. لكنّ رزق عاد وطلب منه إضافة خط درامي لا يتناسب مع القصة، فرفض مازن طه. هنا، أجرى رزق التعديل بنفسه، وأقحم شخصية مصاب بالإيدز، وعصابة مخدرات في عمل يروي قصصاً بسيطة عن البطالة في المجتمع السوري. بعد ذلك، أضاف رزق اسمه على النص وقدمه لـ«لجنة صناعة السينما» لأخذ الموافقة، مدعياً، كما صرح طه، أنّ العمل هو فكرته. هكذا، رفع طه دعوى قضائية على اعتبار أن

رفع هاني السعدي ومازن طه دعاوى ضد يوسف رزق
نصّه مسجل في حماية الملكية وأعلن أنه لم يتقاضَ كامل أجره.
من جهته، لم يسلّم الكاتب غسان زكريا في تجربته الدرامية المعاصرة «بعد السقوط» من الإشكاليات القضائية. إذ فوجئ بعدد من الدعاوى المرفوعة ضدّه من شركة «كون» للإنتاج الفني. وقد صرحت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أن الدعوى الأولى ضد الكاتب السوري كانت دعوى نصب واحتيال، على اعتبار أنه باع حقوق النص لأكثر من شركة، لكن الدعوى حُفظت بوصفها دعوى مدنية. ثم رفعت بعدها دعوى تهديد بالقتل من صاحب شركة «كون» عامر حلال. وأضافت المصادر أن زكريا كان قد اتفق فعلاً مع شركة «كون» لبيعها النص، إلا أنه عاد وطلب فسخ العقد وإعادة السلفة المالية المدفوعة له. لكن الشركة ماطلت فتنازل عن النص لمصلحة والد زوجته المخرج هيثم حقي (شركة «ريل فيلمز») الذي تنازل بدوره عن النص لمصلحة شركة «غلوبال غولف ميديا» التي تنتجه حالياً. فيما اكتفى السيناريست غسان زكريا في حديثه لـ«الأخبار» بالقول «رُفعت فعلاً دعوى قضائية ضدي. ولن أدخل بسجالات مع أحد، وأثق بأنّ القضاء سينصف الجميع».
إذاً الدراما السورية ستقف قبل عرضها على الشاشة أمام أقواس القضاة، وهو الأمر الذي يروق لغالبية صناع هذه الدراما، كونه يمثّل دعاية مجانية للمسلسلات قبل أن ترى النور.