عشر سنوات مرّت على تحرير القسم الأكبر من الجنوب اللبناني. تستعيد «الجزيرة» الليلة هذه الأحداث، عبر شريط بلال خريس الذي يعود إلى ذلك اليوم من أيار (مايو) 2000
ليال حداد
بعد شريط «سلاح بأيدٍ ناعمة» للمخرج بلال خريس الذي عرضته قناة «الجزيرة» في الذكرى الخامسة والثلاثين لاندلاع الحرب الأهلية في لبنان (1975)، تعود القناة لتحتفل بالذكرى العاشرة لتحرير القسم الأكبر من جنوب لبنان (2000) مع المخرج نفسه. موعدنا الليلة مع شريط «أيام بلون الورد» ضمن برنامج «تحت المجهر» (20:05).
سيعيدنا الفيلم (54 دقيقة تقريباً)، إلى القرى الحدودية في الجنوب اللبناني. وسنستعيد الفترة الممتدة من 20 أيار (مايو) 2000 حتى 25 منه، بكل تفاصيلها، من تحرير معتقل الخيام، وصولاً إلى انسحاب العملاء اللحديين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، مروراً بانسحاب قوّات الاحتلال الإسرائيلي من مختلف المناطق الحدودية.
لن يشبه هذا الشريط، ما سبقه من أعمال تناولت التحرير. أقلّه هذا ما يقوله بلال خريس لـ«الأخبار»، موضحاً أنه اعتمد «على صدق الضيوف الذين عايشوا التحرير، وابتعدتُ عن اختيار سياسيين ورجال دولة، كما يحصل غالباً في الأشرطة التي تتناول هذا الموضوع». وتطلّ في العمل مجموعة كبيرة من الجنوبيين، الذين شاهدوا تفاصيل الانسحاب الإسرائيلي. مثلاً سنشاهد صحافيين من مرجعيون صوّروا بكاميراتهم الخاصة التحركات الإسرائيلية منذ منتصف أيار (مايو) 2000 حتى 25 منه. كما يعيدنا «أيام بلون الورد» إلى لحظة تحطيم أحد الجنوبيين لبوابة الطيبة، لنعود ونشاهد هذا الشخص نفسه قرب البوابة لكن في عام 2010، وهو يروي تفاصيل تلك الأيام.
وسيلعب الشريط بقوة على عامل التناقضات. هكذا ستظهر من جهة عائلة كانت مفكّكة قبل التحرير، وقد تجمّعت بعد خروج قوات الاحتلال. وفي الجهة الأخرى، يصوّر العمل عائلة جنوبية مجتمعة، ولكنّ علاقتها لن تستمرّ، بعد 25 أيار، إذ سيفرّ قسم منها إلى الأراضي المحلتة، ليتبيّن أن أفرادها كانوا عملاء في جيش لحد. كذلك سنستمع إلى الأحداث على لسان قائد في المقاومة، لنعود ونسمعها هي نفسها على لسان قائد في جيش لحد.

رياض قبيسي وجوزفين ديب شاركا في إنجاز الشريط الوثائقي
غير أنّ العمل على هذا الشريط، لم يكن بالسهولة التي يتخيّلها بعضهم، فالمنطقة الحدودية، هي منطقة أمنية، «وعلى كفّ عفريت» كما يقول خريس. هكذا تعرّض فريق العمل لمضايقات من دوريات إسرائيلية أثناء التصوير. إلى جانب المشاكل الطبيعية التي واجهتهم «في أول يوم تصوير هبّت عاصفة قوية على الجنوب، ومع ذلك أصررنا على إكمال التصوير. وفي الشريط سيظهر معتقل الخيام مع الضباب والأمطار».
«أيام بلون الورد» الذي أخرجه خريس، وأجرى عمليات البحث والتحقيق فيه كلّ من رياض قبيسي وجوزفين ديب، لن يعرض على «الجزيرة» العربية فحسب، بل سيبثّ أيضاً على «الجزيرة الوثائقية» و«الجزيرة الإنكليزية».
واللافت هنا، هو أنّ القناة أصرّت على ترجمة الشريط إلى الإنكليزية «لأنها أحبّت الشريط، ورأت أنه معبّر في ذكرى التحرير» يقول المخرج الجنوبي. يُذكر أن بلال خريس يُعدّ شريطاً جديداً لمصلحة قناة «الجزيرة»، يتناول فيه الصراع الأمني بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل. وسيستقبل فيه مجموعة من الاختصاصيين في هذا الموضوع، من بينهم مسوؤل أمني في «جيش لبنان الجنوبي»، الذي جنّد أكثر من مئتَي عميل.

الليلة على «الجزيرة» 20:05