محمد عبد الرحمنيبدو أنّ تهمة «معاداة السامية» التي توزَّع يميناً وشمالاً، انتقلت إلى الوسط الثقافي والفني المصري. لكنّ التهمة هنا، تأخذ مسميات أخرى مثل «ازدراء الديانة المسيحية»، أو «مخالفة الآداب العامة». هكذا، لم يعد يمرّ أسبوع واحد من دون دعوى قضائية ضدّ عمل فني أو فيلم سينمائي. وبينما لم تهدأ بعد نيران الهجوم على كتاب «ألف ليلة وليلة» من جهة والدعوى لمحاكمة يوسف زيدان من جهة أخرى، دخل فيلم «الخروج من القاهرة» على خط النار. إذ هدّد المحامي القبطي ميشال حنّا بطليموس بملاحقة الفيلم قضائياً، ومنع استكمال تصويره، والمطالبة بعدم عرضه جماهيرياً. رغم أن الإعلان الترويجي للشريط يُعرض حالياً في «سوق الفيلم» ضمن «مهرجان كان السينمائي الدولي». وقال بطليموس في تصريحات إعلاميّة، إنّه سمع الممثلة المغربية سناء موزيان تقول إنها تؤدّي دور فتاة محجبة ترتبط بعلاقة عاطفية مع شاب مسيحي... وهو الأمر الذي دفعه إلى التهديد بمقاضاة القيّمين على الفيلم. هكذا، يبدو أنّ فريقاً من المحامين المسيحيين دخل في قائمة «محامي قضايا الشهرة» التي يتزعمها نبيه الوحش. وتخصص هؤلاء في مطادرة أي عمل فني يجمع بين المسلمين والمسيحيين على الشاشة، صغيرةً كانت أم كبيرةً. وقال رئيس جهاز الرقابة سيد خطاب إنّ أسرة الفيلم وافقت على تعديل الملاحظات المطلوبة، وأبرزها عدم ظهور إحدى الأسر المسيحية وهي تعيش حالة «انفتاح زائد لا يتناسب مع سلوكيات المجتمع، كي لا يرسّخ العمل صورة سلبية عن الأسر المسيحية»!

تصوير علاقة حب تجمع بين مسلمة ومسيحي

من جهته، فجّر بطل الفيلم محمد رمضان مفاجأة أخرى. وقال لـ«الأخبار» إن تصوير الفيلم أوشك على الانتهاء، ولم يبق إلا ثلاثة أيام تصوير أمام المخرج هشام عيسوي. وأوضح رمضان أنّه انتهى من تصوير دوره كاملاً، وهو ما مهّد لعرض المنتج شريف مندور إعلاناً تمهيدياً للشريط في «مهرجان كان». وأضاف رمضان أن «الخروج من القاهرة» فيلم يدور حول معاناة مجموعة من الشباب والفتيات مع ظروف المجتمع. ويطرح الشريط سؤالاً، يراه رمضان أكثر أهمية من الكلام الدائر حول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين. والسؤال هو: لماذا تهتم الحكومة بتعليم الشباب وتنشئتهم ثم لا توفر لهم فرص العمل التي تناسب ما تعلموه؟ وهذه الأزمة بحسب الممثل المصري تواجه كل أفراد المجتمع بغض النظر عن ديانتهم. ويشدد رمضان على أن السيناريو لا يهتم بالجانب الديني في حياة الأبطال. الشريط مثلاً لا يضيء على «مسيحية» الفتاة التي تقع في حب شاب مسلم، إلا من خلال ديكور شقتها. كذلك، لا يُركَّز على طبيعة العلاقة التي تربط الفتاة المحجبة (سناء موزيان) بالشاب المسيحي، عكس ما فهم المحامي الغاضب. ويجسّد محمد رمضان، شخصية شاب تخرّج في كلية الحقوق ويبحث عن وسيلة للخروج من القاهرة، وحتى من مصر، بحثاً عن حياة أفضل. وتشارك في بطولة الفيلم ميريهان وهي شقيقة المغنية روبي، والممثل عبد العزيز مخيون. ويُعدّ الفيلم أحدث الأعمال الفنية التي تثير اعتراض محامين أقباط بعد مسلسل «أوان الورد» ليسرا، ثم فيلمَي «بحب السيما» و«واحد صفر».