نجوى كرم، وفارس كرم، وإليسا، وربما أيمن زبيب... نجوم «الصف الأوّل» مستاؤون من الشركة السعودية بسبب الأزمة المالية التي فرضت عليهم إنتاج إعمالهم بأنفسهم
ربيع فران
أسبوع واحد مضى على صدور أغنية نجوى كرم «بالروح بالدم» (كلمات أريج ضو وألحان سليم عساف). ويوم الجمعة الماضي، بُثّت هذه الأغنية مرات عدّة في الفترة الصباحية على إذاعة «صوت الغد»، من دون أن تبثّ على راديو «روتانا ـــــ دلتا». وقد رسم هذا الأمر علامات استفهام عدّة حول علاقة نجوى كرم بـ«روتانا»، كما طرح تساؤلات حول مصير الشركة السعودية على صعيد الإنتاج الفني.
مكتب المغنية اللبنانية كشف لـ«الأخبار»، أنّ لقاءً عقد بين رئيس «روتانا للصوتيات» سالم الهندي، وكرم منذ حوالى شهر. لكن الهندي غادر بيروت من دون أي اتفاق أو كلام عن العقد الجديد بين الطرفَين. بل اكتفى الهندي بتوجيه نصيحة إلى كرم بتأجيل الألبوم، حتى تتّضح الصورة الحقيقية لميزانية الشركة. ويتردّد أن هذه النصيحة أغضبت نجوى كرم، وربما خافت «شمس الغنية» من انقضاء موسم الصيف، القصير أساساً هذا العام بسبب رمضان، من دون أن تقدّم أي جديد. وخصوصاً أنها اعتادت إصدار ألبومها كل عام بين شهرَي أيار (مايو)، وحزيران (يونيو)، وهو ما دفعها إلى توزيع أغنيتها الجديدة يوم الخميس الماضي.
هكذا باءت كلّ محاولات «روتانا»، لتأخير إصدار الأغنية، بالفشل، فكانت «بالروح بالدم» أوّل أغنية لنجوى كرم، من إنتاجها الخاص منذ 16 عاماً، لا من إنتاج الشركة السعودية. وحتى الساعة، ليس هناك اتفاق واضح بشأن آلية تجديد العقد مع النجمة اللبنانية، التي أرست قواعد الشركة منذ نشأتها في بيروت عام 1994. وكانت يومها من الفنانات الأوائل اللواتي ذقن طعم النجومية الحقيقية، مع صعود نجم «روتانا».
سلّم فارس كرم ألبومه الجديد إلى الشركة من دون الإعلان عن موعد توزيعه
أما الخطوة التالية لكرم فتبدو غير واضحة حتى الساعة. إذ يُفترض أن تكتفي حالياً، بسينغل «بالروح بالدم» إلى أن تتّضح الصورة النهاية الكاملة للعلاقة المستقبلية بينها وبين «روتانا»، فإما يجدّد العقد، أو يصدر ألبوم كرم في عيد الفطر، على أن يكون من إنتاجها الخاص. وفي ظلّ هذه التساؤلات، تفيد بعض المعلومات بأن لكرم أموالاً في ذمة «روتانا» من عائدات الحفلات. وهذا ما أسهم في اتخاذ كرم قرار الابتعاد قليلاً عن الشركة وخوض تجربة الإنتاج المنفرد.
لكن نجوى ليست وحيدة في ميدان العلاقات المتوتّرة مع «روتانا». يبدو أن فارس كرم يواجه أيضاً مشاكل إنتاجية مع الشركة. وكان المغني الشاب قد وصل يوم الثلاثاء من فنزويلا، ثم غادر إلى المغرب، من دون أن يعطي أي معلومات عن علاقته بالشركة السعودية. وخصوصاً أن ألبومه الجديد انتهى، وسلّمه إلى الشركة، من دون تحديد موعد توزيعه في الأسواق. ويكتفي كرم بالقول لـ«الأخبار»: «أنا متفائل جداً بالوصول إلى حل يرضي الطرفين». يذكر أن فارس كرم هو أيضاً من الفنانين الموقعين مع «روتانا» على إدارة أعمالهم، كما تقاسمه الشركة نسبة من أرباح حفلاته.
أيضاً وأيضاً، يبدو أن إليسا التي صوّرت أغنية «عبالي حبيبي» مع مخرج جديد هو مازن فياض في الجميزة قبل أسبوعين، مستاءة هي الأخرى من وضعها مع الشركة بعدما طُلب منها دفع تكاليف الكليب الجديد على أن تعوّض «روتانا» عليها لاحقاً. لكن إليسا تفكّر في بث الكليب على قنوات غير «روتانا»، وهو ما يسمح به القانون ما دامت منتجة العمل. لكن مصدراً داخل «روتانا» نفى لـ«الأخبار» ذلك. وقال إن الإنتاج هو للشركة، وعرض الكليب على قنوات أخرى يرتبط بسياسة الشركة وتعاملها مع باقي المحطات.
هذه الصورة القاتمة لحال التعاون مع فناني الدرجة الأولى في الشركة ربما دفع ببعضهم إلى التفكير بالهجرة من «روتانا» في وقت تقلّص الإنتاج الفني في الآونة الأخيرة وتوقّف الدعم المالي قبل عام. وقد دفع ذلك ربما أيمن زبيب، بعد أشهر على صدور ألبومه الغنائي «حلفت بعمري»، إلى إطلاقه في حفلة يقيمها في فندق «كورال بيتش» (بيروت) على نفقته الخاصة ومساندة «روتانية» خجولة.