زينب مرعيقرّرت الوكالة الجامعيّة للفرنكوفونيّة AUF جمع المواعيد العديدة على أجندتها في أسبوع واحد. هكذا كرّست الشهر الحالي، «شهر أيار الفرنكوفوني في بيروت» (3 ـــــ 8 أيار/ مايو). يتضمّن الأسبوع أربعة مواعيد، معظمها تربوية، تنظّمها الوكالة مع شبكات الباحثين التابعة لها، إضافةً إلى الجامعات الثلاث التي تحتضن الحدث: الجامعة اللبنانية، و«جامعة الروح القدس» في الكسليك و«جامعة القديس يوسف». المؤتمر الأول الذي جمع الباحثين في كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة في «جامعة القديس يوسف»، ناقش «نظريّات التنوع الثقافي والعولمة». بعد أربع سنوات من البحث والعمل في داكار وكوبر (سلوفينيا)، قرّر فريق باحثي DCAM التابع للوكالة الجامعيّة الفرنكوفونيّة، وضع «التنوّع الثقافي» و«العولمة» حيّز الاختبار في الساحة الفرنكوفونيّة الملوّنة. شدّد المؤتمر على احترام ثقافة كل بلد وشعب، وخاض في الموضوع القانوني لحماية الثقافات، مع الأخذ في الاعتبار أنّ بعض الممارسات التي تمسّ كرامة الإنسان لا تعدّ من التاريخ الثقافي للبلد، كالختان مثلاً. لم يأتِ ردّ فعل بعض الحضور على ما طرحه بعض المحاضرين، مفاجئاً بالنسبة إلى فريق الباحثين. إذ إنّ ربط المحاضرين العولمة بالولايات المتحدة فقط، أثار حفيظة بعض الحاضرين. وحين اتّخذ أحد المحاضرين الشاعر والرئيس السنغالي الراحل ليوبولد سيدار سنغور مثالاً لمثقّف احتضن ثقافته، وانفتح على الثقافات الأخرى في آن واحد، احتجّ أفريقي من بين الحضور سائلاً: «هل احتضن سنغور ثقافته عندما تكلّم الفرنسيّة أكثر من لغته الأمّ، أم من خلال تفضيله النورماندي على بلاده، أم عندما تزوّج امرأة بيضاء؟». كما سألت سيدة محجّبة من الحضور عن احترام الاختلاف في الدين الذي لم يأت المحاضرون على ذكره ضمن احترام اختلاف الجنسيّات والإثنيات. الأسئلة وإن أحرجت المحاضرين، لم تبدُ غريبة على فريق الباحثين، الذي بدا كأنّه كان يتوقّعها. المحطة الثانية في الأسبوع كانت أمس، خلال الاجتماع الإقليمي لرؤساء أقسام اللغة الفرنسيّة في الشرق الأوسط (DUF) في «جامعة الروح القدس». ناقش الاجتماع محاور البحث العلمي في

هل احتضن سنغور ثقافته حقاً أم خانها باعتناقه الفرنسيّة؟

جامعات الشرق الأوسط، وأهميّة إنشاء مدرسة إقليميّة للإعداد لنيل شهادة الدكتوراه، إضافةً إلى ورش عمل عن الانتقال إلى النظام التدريسي الجديد «إجازة، ماستر، دكتوراه» (LMD).
ويُستكمل الأسبوع اليوم وغداً بندوة عن «الترتيبات والاستراتيجيات المطلوبة لإعطاء الأهميّة للبحث في كليات الفنون والآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة» وباجتماع للهيئة العامة لرابطة كليات الآداب والعلوم الإنسانيّة (AFELSH) في «جامعة القديس يوسف».
وأخيراً يختتم الأسبوع في الجامعة اللبنانية مع ندوة «اللغة الفرنسيّة كلغة جامعيّة» التي تستمرّ على مدى يومين (7/5 في المركزية ـــــ المتحف، و8/5 في كلية العلوم ـــــ الحدث). عمل الوكالة على التطوير الدائم للغة الفرنسيّة في المدارس والجامعات، لا يهدف فقط إلى إنعاش الفرنكوفونيّة وفق سيلفي دوفيني، مديرة البرامج في الوكالة التي تضيف: «من خلال هذه الندوات، نريد أيضاً رفع مستوى اللغة الفرنسية في المدارس والجامعات. وإذا نجح المشروع، فإنّ ذلك يعدّ نجاحاً للفرنكوفونيّة».

حتى 8 أيار (مايو) ـــــ للاستعلام: 01/420270