نوديرا بيرماتوفا تفتتح النسخة اللبنانية من المهرجانبشير صفير
باستثناء الخريف، تتوزع المهرجانات الثقافية (وخصوصاً الموسيقية) على فصول السنة. للصيف حصّة الأسد، إذ ينظّم عددٌ من المدن اللبنانية وبعض القرى الكبيرة، مهرجانات سياحية الطابع، على رأسها مهرجانات «بعلبك» و«بيت الدين» و«بيبلوس». في التسعينيّات، انضم الشتاء إلى الصيف مع ولادة «مهرجان البستان». وفي أيار (مايو) 2008، ما لبث أن انطلق «مهرجان الربيع» في العاصمة اللبنانية بمشاركة بين الجهة المنظمة، أي مؤسسة «المورد الثقافي»، وجمعية «شمس» اللبنانية. لكنّ الأحداث الأمنية يومها عطّلت جزءاً من برنامجه الذي قدَّم على خشبة مسرح «دوار الشمس» (الطيونة). واليوم يعود المهرجان إلى بيروت، في جوٍّ أمنيّ ربيعيّ بالتزامن مع فعاليات دورته الرابعة في مصر (القاهرة والإسكندرية)، حيث يقام كلّ عامين منذ عام 2000.
إذاً، مساء اليوم، تشهد القاهرة افتتاح الدورة الرابعة من «مهرجان الربيع». وغداً، تفتتح الدورة في بيروت وتستمر حتى 26 أيار (مايو) الحالي، تتخللها نشاطات فنية وثقافية عدّة، تشمل ورش عمل وعروضاً مسرحية وعروض رقص معاصر وأمسيات شعرية (راجع البرواز). أمّا المواعيد الموسيقية، فتحتل المساحة الأكبر من البرنامج المرتقب، وتتوزّع على خمس ليالٍ.
في بيروت، ستكون البداية مع أمسية موسيقية/ غنائية من آسيا الوسطى (7/ 4)، وتشمل مساهمتين مستقلّتَيْن. الأولى من أوزبكستان، وتضمّ نوديرا بيرماتوفا التي تقدّم الغناء الكلاسيكي، وتحديداً التراث الشعبي الخاص بشمال البلاد. بيرماتوفا، صاحبة الصوت الجهوري والمهذب تعزف على الـ«دوتار» (آلة وترية تراثية) بالتزامن مع أدائها الصوتي، ويرافقها الموسيقيان سراج الدين جوريف (دوتار) وعباس قاسيموف (دويرا). في الليلة ذاتها، يقدّم الموسيقي الأفغاني الشاب همايون ساكي (1976) مقطوعات موسيقية يتحاور فيها مع عازفي إيقاع. ساكي الذي يُعدّ من أبرز عازفي الرباب الأفغاني (آلة وترية تراثية)، تعاون سابقاً مع فرق معاصرة عدة (مثل رباعي الوتريات الشهير «كرونوس») بهدف تطوير الموسيقى الشعبية الأفغانية. يرافقه في حفلته البيروتية ضابطا الإيقاع عباس قاسيموف (دويرا) وسالار نادر (طبلة).
وفي 8 الحالي، يحضر إلى بيروت قادماً من فلسطين عازف العود والبزق خالد جبران. تشمل مسيرة جبران تجارب فنية عدّة في العزف المنفرد والإعداد الموسيقي ذي التوجه الشرقي. له إصدارات عدّة، منها «أم الخلخال»، الأسطوانة التي تجمعه مع زملائه في «فرقة الموسيقى الشرقية» والألبومَيْن الخاصَّين «مزامير» و«جسر».
بعد خالد جبران، أمسية حافلة (9/ 4) تبدأ مع التشيكية المتعدّدة المواهب إيفا بيتوفا (1958). يمثّل حضور هذه الفنّانة، غير المعروفة بما فيه الكفاية في الوطن العربي، مفاجأة سارّة بالنسبة إلى العارفين في الجمهور اللبناني. بيتوفا التي درست الموسيقى والمسرح، اهتمت في بداياتها بالمشاركة في العروض المسرحية الطليعية والسينما التشيكية قبل أن تنعش موهبتها الموسيقية في التأليف (الكلاسيكي المعاصر غير التجريبي خاصة) والعزف على الكمان والغناء أيضاً. أصدرت العديد من الألبومات

خالد جبران وإيفا بيتوفا، الأوزبكيّة بيرماتوفا والأفغاني همايون ساكي

الخاصة، لم تلقَ رواجاً كبيراً، ربما بسبب تبعثرها عند شركات إنتاج وتوزيع كثيرة، معظمها محلية أو مستقلة. وأبرز هذه الإصدارات Elida (2005) الذي حوى تسجيلات لمؤلفات كلاسيكية معاصرة أدّتها فرقة Bang On A Can الأميركية. يلي إيفا بيتوفا، في الأمسية ذاتها، العراقي الشاب أنور أبو دراغ الذي يعزف الجوزة (آلة وترية تراثية) ويغني المقام العراقي، إضافة إلى إتقانه الأصول الفنية التقليدية، شارك أبو دراغ في تجارب من عالم الجاز والفلامنكو والموسيقى الهندية، ويرافقه في أمسيته عازف البيانو اللبناني مايك ماسي.
في الشقّ الموسيقي أيضاً، مساحة لموسيقى الريغي الجمايكية الأصل، بنكهة أوروبية/ شرق أفريقية. هكذا تشارك فرقة «راس ناس» (تنزانيا/ النروج) في «مهرجان الربيع» عبر أمسية في 14 الجاري. تميل الفرقة في بعض أغانيها إلى دمج الإيقاعات الأفريقية بخصائص الريغي، بينما تلتزم في بعضها الآخر بالقواعد الأساسية المعروفة في هذه الموسيقى.
أما ختام الشق الموسيقي من برنامج «مهرجان الربيع»، فمع فرقة «بارانا» التركية ـــــ الهولندية (19/4). تجمع الفرقة الخماسية بين المقاربة المعاصرة للموسيقى التقليدية التركية والمؤلفات الخاصة، إضافة إلى الارتجال بمعناه الغربي.

من 6 حتى 26 أيار (مايو) ـــــ للاستعلام في بيروت: 01/381290 ــــ وفي القاهرة: 0020223625057 ـــــ www.mawred.org





شعر ورقص ومسرح

سيُتاح للجمهور اللبناني مشاهدة عدد من العروض المسرحية طيلة «مهرجان الربيع». في 11 الحالي، يقدَّم عرض «المهاجران» المقتبس عن نص البولوني سلافومير مروجيك ويحمل توقيع المسرحي والممثل السوري سامر عمران. من سوريا أيضاً، يقدّم أسامة غنم تجربته الإخراجية الأولى «الشريط الأخير» (13/5) المقتبس عن نص لبيكيت. هنا، سندخل في حياة رجل سبعيني يعيش عزلة وجودية. ومن تونس، يشارك عز الدين قنون بمسرحيته «آخر ساعة» (16 و17/5) االتي تروي الدقائق الستين الباقية من حياة نجمة (ليلى طوبال). ويقدّم البريطاني بنجامين زفانيا أمسية تجمع بين الشعر والأداء (18/5). ومن إيران، تضرب زهرة صبري لنا موعداً مع مسرح الدمى في «الأرض الفصول» (20 و21/5) المقتبس عن ثلاث حكايات للشاعر جلال الدين الرومي. وفي 22 الحالي، يقدّم التركي ضيا عزازي عرضه الراقص «درويش». وتختتم إسبانيا المهرجان بعرض «ملء اليدين» (25 و26/5) لطوني رامباو.