27 مسلسلاً تتنوّع بين الاجتماعي والتاريخي والكوميدي والبدوي هي نتاج الدراما السورية في رمضان 2010... من دون أن ننسى الحرب الإسرائيلية على لبنان
دمشق ــ وسام كنعان
غيمة التشاؤم التي خيمت على الدراما السورية في رمضان الماضي مرت بسلام، ولن يغرق المشاهد في بحر من الدموع هذا الموسم؛ إذ يبدو أنّ ماكينة الدراما هذا العام تنجز أعمالاً معافاة من الحزن. ويبدو أن الخطوة الأكثر بريقاً هي انتفاضة مديرية الإنتاج في «التلفزيون السوري» التي أنجزت أربعة أعمال دفعة واحدة. ولا ندري إن كانت ستذهب جهود القائمين على تلك الأعمال سدىً بسبب غياب الجهة التسويقية الخاصة بـ«التلفزيون السوري».
وقد يكون الرقم الذي وصل إليه الإنتاج السوري في رمضان الماضي بـ27 مسلسلاً، رقماً منطقياً ستثبُت الدراما السورية عنده. المعطيات تبشّر بإنجاز ما يقارب هذا الرقم، وستُرجَّح كفة الأعمال الاجتماعية. وقد وجدت الدراما السورية هذا العام محوراً شيّقاً يشترك في طرحه أكثر من عمل، وهو تبعات الحرب الإسرائيلية على لبنان والظروف الاجتماعية التي كانت سائدة في الثمانينيات، وهو ما يطرحه مسلسل «البقعة السوداء» و«الزلزال». فيما يصوّر «أقاصيص مسافر» نصوص زكريا تامر لهوامش الحياة الاجتماعية في منتصف القرن الماضي. بينما يحكي «الهروب» عن تفكّك الحياة الاجتماعية المعاصرة.
من جهته، يلتقي «لعنة الطين» بأحد محاوره مع «البقعة السوداء والزلزال»؛ إذ يسلّط العمل الذي تنتجه شركة «قبنض للإنتاج الفني» الضوء على فساد الثمانينيات، والأزمة الاقتصادية التي عانتها سوريا.
يبقى مزاج حاتم علي بدوياً مع «أبواب الغيم»
من جهة أخرى، يجد المخرج نجدت أنزور لنفسه مكاناً على الخريطة الرمضانية بعملين: الأول اجتماعي معاصر هو «ما ملكت أيمانكم» الذي يتناول التطرف الديني. بينما يعود إلى تاريخ المقاومة الجزائرية مع «ذاكرة الجسد» المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه لأحلام مستغانمي.
وفي تجربتها الإنتاجية الأولى، تقدّم لورا أبو أسعد «قيود عائلية» الذي يحكي عن نماذج اجتماعية من المجتمع السوري. فيما يذهب المخرج سمير حسين إلى ذوي الاحتياجات الخاصة في «وراء الشمس». من جهته، يصرّ المخرج يوسف رزق على إقحام شخصية مصابة بالإيدز في مسلسله «ساعة الصفر»، رغم أن النصّ يعرض مشاكل المجتمع الراهن كالبطالة.
وسيكون للمرأة المقهورة في مجتمعنا نصيب في الدراما السورية مع «الخبز الحرام» للمخرج الشاب تامر إسحق. كذلك، ستكون هموم المرأة حاضرة في «تخت شرقي» للكاتبة يم مشهدي والمخرجة رشا شربتجي. وسيستعيد تيم حسن وأمل عرفة أمجاد الماضي مع «أسعد الوراق» الذي أدى بطولته في السابق هاني الروماني والنجمة منى واصف. وسيختزل هذا الموسم كل أسرار العلاقات الإنسانية في «الصندوق الأسود» الذي كتبت نصه رانيا بيطار. ولأن موضة العشوائيات صارت قديمة، فلن نرى من عشوائيات دمشق سوى أنقاض بناية واحدة في «ما بعد السقوط». كذلك سنشهد ازدياداً في الأعمال الكوميدية مع «يوميات أبو جانتي ملك التاكسي» والجزء الجديد من «بقعة ضوء»، والجزء الثاني من «صبايا»، والجزء الثاني من «ضيعة ضايعة». وبعيداً عن الكوميديا، ستروي الدراما السورية هذا العام سيرة واحدة لأحد الأعلام الراحلين، هو «أبو خليل القباني» للمخرجة إيناس حقي. فيما ستعود الشام «الفاضلة» إلى الظهور على الشاشة بعملين شاميين هما الجزء الخامس والأخير من «باب الحارة» والجزء الثاني من «أهل الراية».
من جهة أخرى، أملى «تلفزيون قطر» شروطه على «شركة سوريا الدولية» لتنجز له مسلسلاً تاريخياً هو «القعقاع». فيما تنجز مجموعة شركات أخرى مسلسل «رايات الحق». ولا ننسى عمل المخرج وائل رمضان «كليوبترا»، والمخرج باسل الخطيب الذي يقدّم «أنا القدس». وللمرة الثانية بعد «صراع على الرمال»، يبقى مزاج المخرج حاتم علي بدوياً، إذ يقدم «أبواب الغيم».