تركت كلير شازال (58 عاماً ــ الصورة) مكانها فيTF1 أوّل من أمس، بعدما قدّمت آخر نشرة أخبار لها عبر الشاشة الفرنسية. الصحافية المعروفة باسم «ملكة الأخبار»، كانت الأعلى أجراً في بلادها، واستدعاها مديرها من عطلتها ليخبرها أنّه جرى الإستغناء عن خدماتها. تمثّل شازال نوعاً من الأنوثة الفرنسية الراقية، إضافة إلى أنّها اتسمت بالهدوء ورمزت إلى الإستمرارية في وقت كان الفرنسيون يشعرون فيه بأنّهم محاصرون بعدم الإستقرار والتغيير، على حد تعبير صحيفة الـ «إندبندنت» البريطانية.
أعربت كلير في ختام نشرة أخبارها الأخيرة عن حزنها الشديد لعدم قدرتها على الإستمرار في عملها، مضيفةً: «كنت سعيدة وفخورة للغاية. لقد نسجنا معاً رابطاً قوياً جداً بالنسبة إلي».
منذ عام 1991، تذيع شازال خمس نشرات أخبار كلّ نهاية أسبوع، وقد مثّلت حياتها الشخصية مادة دسمة لأغلفة أشهر المجلات، إضافة إلى مشاركتها في عشرات الأفلام بشخصيتها الحقيقية.
التعليقات على تركها لوظيفتها كانت كثيرة، أبرزها في صحيفة Le Canard Enchaîné الساخرة التي وصفتها بأنّها «الشقراء الجميلة حبيبة مجلة «باري ماتش»، مِثال الصحافة المشاكسة والأصيلة والمتعنتة».
من جهتهم، أعلن عدد من الصحافيين والإعلاميين الفرنسيين ــ ولا سيّما المنافسين لها ــ عن إحترامهم وتقديرهم وحبّهم لكلير شازال. بالنسبة إلى منتقديها، تمتلك المذيعة الفرنسية أسلوباً فيه الكثير من «التذلّل» في تعاطيها مع أخبار السياسيين والنجوم. أبرز مثال على ذلك بنظر هؤلاء هو قرار المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي، دومينيك ستروس كان، الظهور إعلامياً معها بعد إتهامه بمحاولة إغتصاب العاملة في أحد فنادق نيويورك الغينية نافيساتو ديالو في آب (أغسطس) 2011.

ستُستبدل
بآن ــ كلير كودراي
(38 عاماً)
يومها، نفى ستروس كان الإقدام على هذه الجريمة، إلا أنّه اعترف بـ «خطأ أخلاقي». هنا، لم تضغط كلير على ضيفها لإعطاء تفاصيل إضافية. علماً بأنّها صديقة زوجته حينذاك آن سينكلير.
بالعودة إلى الأسباب التي دفعت إلى إبعاد شازال عن وظيفتها، لم يُعطِ مدير TF1 نونس باولوني أي تفسير رسمي للموضوع، مكتفياً بتحية «علاقتها الرائعة بالمشاهدين». مع ذلك، خرجت بعض الأصوات لترجّح أنّها أجبرت على دفع ثمن تراجع نسب المشاهدة لنشرات الأخبار التي تقدّمها في الفترة الأخيرة. ولفتت هذه الأصوات إلى أنّ مصير كلير المهني في TF1 حُسم بعدما تمكنت بديلتها المؤقتة ــ والأصغر سنّاً ــ أودري كريسبو مارا من جذب مشاهدين أكثر في آب (أغسطس) الماضي.
وهناك من عزا الأمر إلى راتب كلير الكبير الذي يصل إلى يقترب من حدود 1.6 مليون دولار أميركي سنوياً، بينما أشار مصدر من داخل TF1 إلى إانزعاج من شازال في مكان عملها بسبب «تلكؤها في تبني أساليب أكثر عصرية وجِدّة في تقديم نشرات الأخبار». على سبيل المثال، رفضت كلير الوقوف أثناء إذاعة الأنباء، مصرّة على الجلوس خلف طاولتها.
تأتي مغادرة كلير شازال لشاشة TF1 في ظل خسارة هذه المحطة السريعة للكثير من نسب الـ «رايتينغ» لمصلحة محطات جديدة والإنترنت، وسيتم إستبدالها بآن ــ كلير كودراي (38 عاماً).
في صباها، كانت كلير شازال تطمح لتكون راقصة باليه، غير أنّها أصبحت صحافية لتنتقل لاحقاً إلى التلفزيون، وتستقر في 1991 في TF1.
على الصعيد الشخصي، تزوّجت لوقت قصير من نائب رئيس المحطة كزافييه كوتور، قبل أن تنتقل للعيش مع الممثل الفرنسي فيليب توريتون، لكن أكثر علاقاتها العاطفية التي شغلت الرأي العام كانت تلك التي جمعتها بمذيع الأخبار السابق في TF1 باتريك بوافر الذي أقرّ بأنّه والد إبنها فرانسوا (21 عاماً).