أحمد الزعتري«ما زال علي مختفياً في بيت أحد أصدقائه بناءً على نصيحة مفوّضيّة اللاجئين، لأن قرار الترحيل ما زال سارياً». هذا الإيميل المقتضب وصلنا من إيمان، زوجة الكاتب العراقيّ المقيم في عمّان علي السوداني الذي اختفى بعد صدور قرار بترحيله من الأردن.
يحيل السوداني القرار إلى تبعات توقيفه في عمّان بتهمة «سكر مصحوب بشغب». وقد دفع غرامة 20 دولاراً، قبل أن يحجز جوازه، ويصدر قرار بترحيله قبل ستة أشهر. حينئدٍ، تدخّلت رابطة الكتاب الأردنيين ووزارة الثقافة، فألغي قرار الترحيل. لكن قبل أسبوع فقط، بُلّغ السوداني أنه مطلوب لمراجعة المركز الأمني لينفّذ به قرار الترحيل النهائي.
لا أحد يعرف لماذا أعيد تفعيل القرار الموقّع من وزير الداخلية بتاريخ 17/3، لكن السوداني يرجّح أن تكون «جهات متضررة من موقفه تجاه الغزاة والحثالة في بغداد»، مشيراً إلى مقالاته في جريدة «الزمان» حول الإسلام السياسي والعمالة مع أميركا. إثر هذا القرار، تحرّك المثقفون العراقيون حول العالم للتضامن معه: الشاعر حسن النوّاب طلب من وزير الهجرة الأوستراليّ توطين السوداني هناك، فيما طالب الكاتب جمعة اللامي رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب محمد سلماوي بالتدخل لدى السلطات الأردنيّة. وترافق هذا التضامن مع تحرّكات مثقفين أردنيين لإلغاء القرار.
يقول السوداني «اعتراضي هو على وجهة الترحيل، فحياتي في العراق ستكون في خطر لأني مطلوب من أكثر من جهة». طبعاً، يفضّل صاحب «مكاتيب عراقيّة» البقاء في عمان، محبوبته التي طالما كتب عنها «عشت هنا 15 عاماً واعتبرها بديلاً من بغداد».