زياد عبد اللهليست إليزابيث في فيلم «المكلة»( 2007)، ولا «تشيري» (2009) بائعة الهوى الملكيّة المتقاعدة. لكنها امرأة أيضاً، تلك التي أعطت اسمها لآخر أعمال البريطاني ستيفن فريرز. في «تمارا درووي» حكاية تلتقي مع عوالم شريطيه السابقين... لكن مع تمارا (جيما أرترتون) ستكون الكوميديا حاضرة بقوّة. «أريد أن أحب إنساناً لا كاتباً»، تصرخ بيث (تامسن غريغ). هذا طبيعي، فزوجها الكاتب نيكولاس (رودجر آلام) سيكون دائماً على أهبة الاستعداد لخيانتها. ستجد العشيقات أينما أشاحت بوجهها، وصولاً إلى تمارا. عند أقدام هذه الأخيرة، ستتشابك كل العلاقات العاطفيّة. تدور الأحداث في قرية هادئة في الريف البريطاني. الزمن متوقف والمكان صالح للعزلة وبالتأكيد للكتابة. لكنّه زمن قاتل بالنسبة لمراهقتين لا تفارقان موقف الباص. لم يكن ليحدث شيءٌ في يومياتهما الثقيلة، لولا تشابكها مع مغامرات تمارا. هكذا، ستدبّران مقالب كثيرة لا لشيء إلا لأنّ أحد عشاق تمارا هو المغني وعازف الدرامز بن سيرجنت (دومينك كوبر). إلى جانبه يظهر أيضاً آندي كوب (لوك إيفنز) الذي سيقع بدوره في شباك البطلة.

المواقف المتتالية تشبه قطع دومينو متساقطة تحت عباءة سيناريو محكم

خلطة من العشاق والمواقف الطريفة المتداخلة، ستكون في النهاية مناسبة لاكتشاف طبقة إنكليزية مثقفة تنعم بحياة رغيدة. نيكولاس سيعتبر تمارا كاتبة خارقة ليظفر بها. لكنّ تمارا لن تكتب حرفاً واحداً حين تكون مع بن، فهو يتدرب طيلة الوقت على الدرامز. بن نفسه شخصية فوضوية وشهوانية وصاخبة. بيث ستجد خلاصها مع غلن (بيل كامب) الذي كرّس حياته لأدب توماس هاردي. تعلّقه بها سيحفّزه على تأليف كتاب عن هاردي أمضى عشرين سنة يفكّر به. لكنّ زوجها نيكولاس سينسى كل خياناته لها ما إن يراها تقبل غلن... فتجتاحه الغيرة قبل أن يدهسه قطيع بقر.
المواقف المتتالية تشبه قطع دومينو متساقطة تحت عباءة سيناريو محكم. كلب بن المزعج ستطاله رصاصة مزارعة، بعدما أصرّ على استفزاز أبقارها ودفعها إلى الهيجان. مصير نيكولاس سيكون تحت أقدام ذلك القطيع. هكذا، يبدو كل ما في الشريط مدروساً لإحداث مفارقات لا نهاية لها.
في النهاية، تخسر تمارا الجميع. كلهم عبروا ورحلوا لكن من دون دموع. إنّه فيلم «تمارا درووي» التي ما إن تحطّ قدماها في تلك القرية حتّى تصير الحياة عارية ومضحكة... لا بل تقتل من الضحك أحياناً.