وسام كنعانمنذ خمسة أعوام، أعلنت الممثلة السورية لورا أبو أسعد لأحد المقرّبين منها أنها تحلم بأن توظِّف مدير أعمالٍ ينقذها من الدخول في نقاشات بشأن أجرها عن كل دور تؤدّيه، وتتفادى من خلاله الإحراج عند اعتذارها عن عدم مقابلة الصحافة. إلى جانب أمور أخرى بديهية. هذا التمنّي الذي أفضت به أبو أسعد كان بمثابة سر خطير وقتها. أما اليوم، فباتت الممثلة نفسها تملك شركة «فردوس للإنتاج الفني»، وحلم توظيف مدير أعمال تحقّق ولكن عند باقي زملائها. هكذا تعرّف الوسط الفني السوري على أول مدير أعمال في تاريخه، بل هي أول مديرة أعمال، واسمها تيما إسلام. وكان ذلك بفضل «أنطوني كوين العرب»، خالد تاجا (الصورة)، الذي كان أول من أدرج هذا التقليد، لتكرّ السبحة ويلحق بتاجا كلّ من: سلافة معمار، وقصي خولي، وشوقي الماجري.... طبعاً والمسألة تبشّر بالخير طالما أنها تساعد الممثل أو المخرج على التفرّغ لفنّه.
لكنّ المشكلة أن الوسط الفني السوري تعرّف إلى هذه الظاهرة الحداثية بالنسبة إليه بطريقة مغلوطة، بل يبدو أنه دخلها من الباب الخطأ. إذ تبيّن أن كل الفنانين الذين استعانوا بمدير أعمال، اختاروا الشخص نفسه: تيما إسلام. إذاً باتت المرأة نفسها تعمل مديرة أعمال لكلّ من تاجا، ومعمار، وخولي، والماجري، فيما يفكر خمسة وعشرون ممثلاً سورياً من الصف الأول في التعاقد مع إسلام ذاتها عمّا قريب.
هكذا حملت مديرة أعمال النجوم السوريين خمسة هواتف خلوية خاصة بهؤلاء النجوم. وطبعاً لا تعرف هذه الهواتف الصمت ولو لحظة واحدة، وهو ما يستفزّ إسلام ويحرّك غضبها، ويُدخلها أحياناً في موجة صراخ غير مبرّرة.
من جانب آخر، يبدو أن الفنّانين السوريين قد بالغوا في تفرّغهم لعملهم، وإلقاء بقية أعبائهم على مديرة أعمالهم. حتى إنّ بعضهم صاروا يبرمجون لقاءاتهم مع أصدقائهم من خلال مديرة أعمالهم حصراً، ظناً منهم أنّه حتى تلك الأمور تندرج ضمن مهمّات مدير الأعمال!