يعرض الليلة في «أشكال ألوان» شريط «المواطن أربعة» (114 د ــ مع ترجمة عربية) الحائز جائزة أوسكار لأفضل وثائقي ٢٠١٥. الشريط الذي يعرض للمرة الأولى في لبنان هو من إخراج الأميركية لورا بويتراس. اشتهرت الأخيرة بأعمالها السابقة التي تنتقد فيها المنظومة السياسية الأميركية كما فيلم «موطني، موطني» (٢٠٠٦) الذي يتابع الانتخابات الرئاسية الأولى التي جرت في العراق بعد انتهاء حكم صدام حسين وحياة العراقيين تحت الاحتلال الأميركي وعمليات التعذيب في سجن أبو غريب.
أخرجت بعدها فيلم «القسم» (٢٠١٠) الذي صوّر حياة اليمنيين أبو جندل الذي كان حارساً شخصياً لبن لادن، وسليم أحمد حمدان الذي كان سائقه الشخصي واعتقل من بعد اعتداءات 11 سبتمبر، وأُرسل إلى غوانتنامو قبل محاكمته.
يصور «المواطن الأربعة» محلل النظم المعلوماتية الشهير إدوارد سنودن، الذي كان يعمل في وكالة الأمن القومي، وكشف من خلال الوثائق الضخمة التي سرّبها، تجسّس وكالة الأمن غير القانوني على الأفراد داخل أميركا وخارجها، إذ يجري جمع ومراقبة البيانات والمعلومات الشخصية لأي كان من خلال المواقع الإلكترونية كغوغل أو ياهو، أو حتى الاتصالات الهاتفية وبطاقات الائتمان من دون أن يكون المراقَب مشتبهاً به.

حاز شريط «المواطن أربعة»
للورا بويتراس أوسكار أفضل وثائقي لعام 2015

و«المواطن الأربعة» هو الاسم الإفتراضي الذي استخدمه سنودن في محادثاته المشفرة مع المخرجة لورا بويتراس، قبل أن يخططا للقائهما السري في هونغ كونغ. كشف سنودن للورا وللصحافيين غلين غرينوالد وإيوان ماكأسكيل في جريدة الـ «غارديان» بدقة آليات التجسس التي تستخدمها وكالة الأمن القومي والشركات المتواطئة معها. بعد أيام على نشر الـ «غارديان» المقابلة والوثائق التي قدمها، قرر سنودن أن يكشف عن هويته على الملأ، ويبدأ رحلة هروبه بعدما كشفت الحكومة الأميركية مكانه وطالبت حكومة هونغ كونغ بتسليمه. سافر إلى موسكو بمساعدة جوليان أسانج صاحب موقع «ويكيليكس»، فأُوقف بسبب إلغاء باسبوره الأميركي، ومكث 40 يوماً في المطار قبل أن تمنحه الحكومة الروسية حق اللجوء المؤقت لمدة سنة. وكشف سنودن أنّ وكالة الأمن القومي تحتاج نظرياً إلى أمر من المحكمة للتجسس على المعلومات أو البيانات الخاصة للمواطنين، لكنّها تعمل بحرية مطلقة في ما خص عملياتها في الخارج. أمر أثار تحفظ دول مختلفة بخاصة ألمانيا. هكذا، فتح البرلمان الألماني تحقيقاً في عمليات التجسس التي تنفذها وكالة الأمن القومي في ألمانيا. وبالرغم من القضية العالمية التي تثيرها المخرجة في شريطها، إلا أنها تنجح عبر سردها السينمائي أن تقدم إلينا سنودن ضمن إطار أكثر حميمية. أغلب اللقطات مصورة ضمن غرفة النوم الصغيرة التي سُجن فيها سنودن في هونغ كونغ، فيما يشرح لنا الأسباب التي دفعته للخروج عن صمته. وهو كما يقول ليس بهدف البطولة أو التضحية بالنفس، بل من باب إحساسه بأن انتهاك الخصوصية بالشكل الذي يجري عليه أمر غير إنساني، حيث يصنَّف البشر ضمن شيفرات لا تعرف أسماؤهم، لكن بكبسة زر تستطيع التلصص على أشيائهم الأكثر حميمية. كذلك بالتواتر مع تلك المشاهد، تعرض المخرجة محادثاتها الإلكترونية المشفرة والسرية مع سنودن. تختار أن تبدأ بها الشريط بالتناقض مع حميمية المشاهد الأخرى في غرفة هونغ كونغ.

Citizenfour: 19:00 مساء اليوم ـ «أشكال ألوان» (جسر الواطي ــ بيروت). للاستعلام: 01/423879