القاهرة | وأخيراً، وصل الموسيقي اليوناني ياني (الصورة) إلى مصر. حلم محبّيه تحوّل إلى حقيقة، إذ ستجرى الحفلة عند سفح الأهرامات في الثلاثين من تشرين الأوّل (أكتوبر) المقبل. «الحلم» هو عنوان الحدث الذي كشف عن شعبية كبيرة لياني في المحروسة. لكن «الحلم» تحوّل سريعاً إلى «كابوس» عبر إعلان أسعار البطاقات التي اعتبرها كثيرون ــ خصوصاً الشباب ــ مبالغاً فيها.
بلغ سعر بطاقات الصف الأوّل 400 دولار أميركي تقريباً، في مقابل 75 دولاراً لمن يريد الجلوس في الخلف ومن دون ترقيم للمقاعد. هذه الأسعار ولّدت موجة من السخرية وشلالاً من التساؤلات حول المنطق الذي تم اتباعه في تحديد أسعار البطاقات، وحول إذا ما كانت تعكس تجاهلاً لمشتري البطاقة. فيُسمح فقط للشركات الكبرى بالحصول على البطاقات وتوزيعها على موظفيها وإهدائها لعملائها، خصوصاً تلك الراعية للحفلة.
ولأنّ السخرية هي حرفة المصريين، تكرّر تعبير «اليوتيوب موجود وببلاش» كثيراً بين المواطنين، وقال البعض إنّه سيقوم بتشغيل موسيقى ياني أمام المنزل عبر مكبرات الصوت من دون الحاجة إلى الوصول للأهرامات. ووجّه الشاعر والكاتب أشرف توفيق رسالة إلى ياني عبر فايسبوك حظيت بتداول واسع بسبب أسلوبها الساخر من أسعار البطاقات. قال فيها توفيق: «لأتزوّج زوجتي دفعت 5 جنيهات على سبيل الهزار وأنت لست أهم من زوجتي، ودفعت أقل من 3000 جنيه ليخرج ابني إلى الدنيا وأنت لست أهم من ابني، ودفعت أقل من 3000 جنيه لأحصل على موبايل تاتش (touch) زي الفل فيه كل أنواع التطبيقات المفيدة مثل الواتسآب والتروكولر (truecaller)... وصدّقني أنت لست أهم من التروكولر».
وجاء اختيار ياني لمنطقة الأهرامات في الجيزة لإقامة الحفلة امتداداً لحرصه الدائم على أن تكون حفلاته في أماكن أثرية، كما فعل في اليونان مثلاً يوم أحيا سهرة على مسرح هيرودس في أطلال الأكروبوليس. الساخرون لم يوفّروا هذه النقطة، إذ أكدوا أنّهم يحسدون «أبا الهول» كونه سيحضر الحفلة مجاناً.