صُدم العالم الأسبوع الماضي بوفاة الطفل السوري إيلان كردي غرقاً في المياه التركية أثناء محاولة عائلته الهرب في البحر من نيران الحرب. قبل ذلك بفترة وجيزة، شُغل الرأي العام العالمي بصورة ليث ماجد الذي التقطته عدسة المصوّر في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية دانيال إتير وهو غارق في دموع الفرح معانقاً أولاده بعد نجاحهم (بأعجوبة) في الوصول سالمين إلى جزيرة كوس اليونانية.
علماً بأنّ هذه الصورة وجدت طريقها إلى مجموعة من الصحف ومجلات بينها الـ «تايم» الأميركية و«دير شبيغل» الألمانية وغيرهما، وعُدَّت يومها الأكثر تأثيراً بين مثيلاتها واستحالت رمزاً لمأساة اللجوء السوري، خصوصاً أنّها تعبّر عن رعب غير معقول وتزيل الأفكار الساذجة التي تعتبر هؤلاء مجرّد «مهاجرين». لم يمض وقت طويل قبل أن تُنشر صورة ثانية لليث برفقة أولاده وزوجته بعدما تمكّنوا من الوصول إلى ألمانيا لـ «بناء مستقبل جديد»، في الوقت الذي برزت فيه مطالبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتداول هذه الصورة وإعادة نشرها «إذا كنتم توافقون على أنّ كل عائلة هاربة من الفقر والعنف يجب أن تُمنح حياة آمنة وسعيدة في أوروبا».
لا شك في أنّ مثل هذه الصور أسهمت في جذب اهتمام الملايين حول العالم إلى معاناة اللاجئين السوريين، وفي الضغط لإحداث تغيير لا يُستهان به في سياسات الدول.
وكما يحدث غالباً، لم يغب المشاهير عن هذا الموضوع، إذ عبّرت أسماء كثيرة عن موقفها الإيجابي والداعم للاجئين، ولا سيّما ضمن فعاليات الدورة الـ 72 من «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» المستمرة حتى 12 أيلول (سبتمبر) الحالي.
أوّل من دعا أوروبا إلى احتضان الناس الهاربين إلى شطآنها كان المخرج المسكيكي ألفونسو كوارون. خلال افتتاح الحدث الفني الإيطالي، قال مخرج فيلم «جاذبية» (2013): «أنا مكسيكي أعيش في أوروبا، ولطالما أحسست بأنّه مرحّب بي». وأضاف: «أتمنى أن ينسحب هذا الترحيب على كلّ المهاجرين».
من جهتها، سجّلت الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون موقفاً من تعاطي الإعلام مع هذه المسألة. قالت: «أقترح أن نتخلّص من وصف الناس بالمهاجرين في مثل هذه المواقف. إنّنا نتعاطى مع لاجئين... لاجئي حرب». كلام يبدو أنّ مواطنها المخرج توم كوبر يوافق عليه، إذ شدد على أنّ المهاجرين واللاجئين هم «ضحايا الإجحاف»، لافتاً إلى أنّنا «نعيش في عالم مقسوم جداً. ما يحصل على الشواطئ الأوروبية وأزمة اللاجئين الاستثنائية نداء إلى قلوبنا».
في موازاة هذه المواقف، وفي حديث إلى إذاعة RTÉ Radio One أعلن الفنان الإيرلندي بوب غيلدوف يوم الجمعة الماضي استعداده لـ«استقبال عائلات لاجئة فوراً في منزلي في لندن وكنت». دعوة اعتبرها بعضهم «غير واقعية وصعبة التطبيق».
أنجلينا جولي صاحبة الجهود الحثيثة في مجال مساعدة اللاجئين العراقيين والسوريين وغيرهم، دخلت على الخط أيضاً. نشرت النجمة الهوليوودية أخيراً مقالاً في «نيويورك تايمز» بالتعاون مع السياسية البريطانية أرمينكا هيلك (كانت لاجئة في حرب البوسنة والهرسك)، قالت فيه إنّ مأساة اللاجئين ليست مسؤولية أوروبية فقط، بل «على كل دول العالم أن تكون جزءاً من الحل». رغم هذه المواقف المتضامنة، لم يخرج أحد من النجوم ليذكّر «الدول العظمى» بأنّها كانت صاحبة اليد الطولى في وصول سوريا وغيرها من البلدان إلى الوضع المأساوي الذي بلغناه اليوم!