عثمان تزغارتهل يذهب جان لوك غودار (الصورة، 1930) إلى هوليوود لتسلّم الأوسكار الفخري الذي خصّته به هوليوود، عن مجمل أعماله، خلال احتفالها الشهير في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل؟ «أكاديمية الأوسكار» أحدثت المفاجأة حين أعلنت أنّها فكّرت هذا العام بصاحب «بيارو المجنون»، فهو يقف في موقع مناقض للسينما الهوليودية التي تمثل «الأكاديمية» واجهتها الرسميّة. وما إن هدأ وقع المفاجأة، حتى برز جدل من نوع آخر حول مدى حماسة غودار لتسلّم الجائزة، وخصوصاً أنّه لم يردّ على رسالة الأكاديميّة بشأن تنظيم رحلته إلى لوس أنجلس... ولم تلبث أن عادت إلى الأذهان «سوابق» غودار، فقد تغيّب عن «الأوسكار الأوروبي» الذي كان يكرّمه عام 2007. واعتذر عن عدم المشاركة في مهرجان «كان» الأخير الذي عرض آخر أفلامه، مكتفياً بتوجيه رسالة سريالية إلى إدارة المهرجان: «تعرفون أنني من أجل «كان» مستعد للذهاب إلى حد الموت ـــ كتب ـــ لكنّي لن أقوم بخطوة واحدة أبعد من ذلك. أنا مضطرّ إلى التغيب لأسباب ذات طابع يوناني»!

من يقبل بعبور المحيط لتسلّم قطعة نحاسيّة لا قيمة لها؟

لم يفهم أحد ما المقصود طبعاً. لكن رفيقة درب رائد «الموجة الجديدة»، المخرجة والممثلة السويسرية آن ماري مييفيل، أوضحت أنّه كان يلمّح إلى المعتقدات اليونانية التي تقول بأن القطط تمتلك 9 حيوات. وحين اكتشف أنّه شارك في «كان» تسع مرات، قرّر عدم الذهاب لأنّه لم تعد لديه حياة إضافية يمنحها للمهرجان!
وبعدما حلّت عليه نعمة الأوسكار، بدأت المراهنات. ثم صرّح جان لوك غايار، أحد المقرّبين من غودار، أنه بعث بخطاب «ودّي» إلى الأكاديمية، قائلاً إنّه سيأتي لتسلّمها «إذا سمح وقته بذلك»! ذلك الخطاب لم يُطمئن جماعة الأوسكار تماماً، وخصوصاً أن صاحب «موسيقانا» كتب فيه: «أشعر أنني سأكون بمثابة رابع الفرسان الثلاثة في هذا الاحتفال». ما يمكن تفسيره بأنّ غودار لم يستسغ تقاسم الأوسكار الفخري مع 3 شخصيات أخرى هي: فرانسيس فورد كوبولا، الممثل إيلي والاش والمؤرخ السينمائي كيفن برونلو! وهنا تدخّلت رفيقة دربه آن ماري مييفيل مجدداً لرفع الالتباس: «جان لوك قال لي إنّه لن يذهب إلى لوس أنجلس، لأنه رجل عجوز، ويتساءل: من منكم يقبل بعبور المحيط الأطلسي في سنّي، لتسلّم قطعة نحاسيّة لا قيمة لها!