تحت شعار «أول قناة اقتصادية للبنان»، تنطلق قريباً NBC Lebanon التي لن تكون شاشة الأرقام والأسعار والأسهم والعملات فقط، بل ستقرّب هذا المجال الجاف من الناس
صباح أيوب
«نور الاقتصادية اللبنانية» أو NBC Lebanon، هو اسم القناة الجديدة التي ستحجز مكاناً لها على الموجات الفضائية قريباً. المحطة التي يطلقها أحد أكبر تجار العقارات في البلد، ستبدأ البث في نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل تحت شعار «أول قناة اقتصادية للبنان». «لأن لبنان أصبح بأمسّ الحاجة إلى قناة متخصصة بمتابعة كل مجريات العملية الاقتصادية» هكذا تفسّر المحطة سبب توقيت ولادتها في الكتيّب الخاص بها، وهي تحدّد جمهورها بعيّنة تشمل اللبناني المقيم والمغترب والمشاهد العربي «الذي يحبّ لبنان»، وكلّ مستثمر ومهتم ببدء مشروع صغير.
نظرة سريعة إلى شبكة البرامج الأولية، تظهر أنّ «نور» لن تكون شاشة الأرقام والأسعار والأسهم والعملات فحسب، بل ستعطي المرأة والعائلة والشباب والسياحة والبيئة والبلديات والمنزل والطبخ حصّة كبيرة من البث. إذ تتألف شبكة البرامج الأولية من فقرة يومية صباحية متنوعة، ومن برنامج أسبوعي خاص بالبلديات بعنوان «بلدتي»، وبرنامج بيئي بعنوان «كوكب جديد»، وآخر يهتم بديكور منازل الفنانين بعنوان «بيوت ونجوم»... فـ«أنسنة الاقتصاد وتقريبه من الناس» هو أحد أبرز الأهداف المعلنة للمحطة التي تعد باستخدام لغة مبسّطة واعتماد الإعلام التفاعلي وطرح الاقتصاد مادةً للنقاش والإفادة.
لكن لماذا نحن «بأمسّ الحاجة» اليوم إلى قناة اقتصادية؟ وكيف ستتعامل المحطة مع اقتصاد لبناني مشلول ومسيّس؟ هل ستنجو «نور» من ثقل اللوبي الاقتصادي ـــــ العقاري اللبناني والعربي الذي يحيط بها؟
«لسنا محطة اقتصادية بحتة. سنتطرق إلى كل جوانب الحياة المحيطة بنا، وسنُظهر للمشاهدين كيف أن الاقتصاد يدخل في تفاصيل حياتهم اليومية، بدءاً من فنجان القهوة، مروراً بالتسوق، وصولاً إلى شراء المنازل والعقارات»، يشرح المدير العام للمحطة، الصحافي أمين أبو يحيى لـ«الأخبار». ويضيف سريعاً: «كل شيء ما عدا السياسة». يؤكّد أبو يحيى نيّة المحطة التي تبث على «نور سات» «عدم الدخول في الزواريب السياسية اللبنانية». لكن كيف ستتغاضى المحطة عن تداخل السياسة بالاقتصاد في بلد الفوضى والفساد؟
«لن نكون محطة للسباب وفتح الجبهات والمشاكل» يقول أبو يحيى صراحة، مضيفاً: «لن تكون مهمتنا مراقبة السياسيين وأعمالهم وفضح السارقين، بل توعية الناس على مصالحهم». المدير الشاب الذي عمل في الحقل الإعلامي في دول الخليج، والعائد أخيراً من الولايات المتحدة، يبدو مستاءً من الوضع المتردي في لبنان. مع ذلك، يبدي حماسةً لـ«استرجاع الدور الريادي للبلد عبر الاستثمارات ومشاريع الشباب وإرشاد المواطنين».
أبو يحيى يبدو واثقاً من تخطي «حاجز» السياسة «لكون المحطة غير تابعة لمسؤول أو جهة سياسية». القناة ـــــ كما يوضح ـــــ مؤلّفة من مجموعة شركاء من رجال أعمال عرب، ومالكها رجل الأعمال اللبناني وتاجر العقارات محمد صالح صاحب شركة «نور القابضة». «نريد أن نقول للعرب وللعالم إنّ لبنان بألف خير، رغم كل ما تشاهدونه على الفضائيات من أخبار وأحداث، وما

خطة لإنشاء سلسلة محطات مماثلة في الدول العربية

زال يمكنكم الاستثمار وشراء العقارات فيه» يشير أبو يحيى.
المدير الثلاثيني سيشارك بنفسه في تقديم برنامج حواري على شاشة «نور» يركّز على الخطوة السبّاقة للمحطة في مدّ الجسور بين المتخرجين الجدد وأصحاب المشاريع والأفكار المبدعة من جهة وبين المتموّلين الراغبين في مساعدة هؤلاء من جهة أخرى. ويكشف أبو يحيى عن خطة مستقبلية لإنشاء سلسلة محطات في الدول العربية تكون نماذج عن «نور».
من جهته، يشير مدير التحرير والإدارة في المحطة نادر صبّاغ إلى ميزة البرامج التي ستسلّط الضوء على مشاكل المواطنين وستلاحق الحلول مع المسؤولين بطريقة عملية سريعة بعيدة عن الوعظ. وستكون لصبّاغ إطلالة إعلامية على «نور»، إذ سيقدّم برنامجاً عن «الصيرفة الإسلامية». ويجري التفاوض حالياً مع أحد الوجوه الإعلامية اللبنانية لتقديم برنامج يجمع بين المال والألعاب والتسلية.
إعلانياً، يطمئن أمين أبو يحيى إلى أنّ هناك معلنين جاهزين حتى قبل انطلاق القناة، وهم من العيار الثقيل، كالمصارف وشركات العقارات. أما الحملة الإعلانية التي ستسوّق للقناة، فستطلق قبل أسبوع من البثّ الرسمي.
أجواء الطبقة الثامنة والتاسعة من بناية «ساغا» في وسط بيروت، حيث مكاتب القناة واستوديواتها، تبدو هادئة ولا توحي بارتباك الاستعدادات الأخيرة. قد يعود السبب إلى «الاقتصاد» في عدد الموظفين الذين لا يزيدون على 20 عاملاً بين مراسلين في بيروت والمناطق ومذيعين وتقنيين وإداريين... يعملون بهدوء للولادة المرتقبة.