بيار أبي صعبأُلغي المؤتمر الصحافي الذي كان سيعقده أوليفييه أساياس اليوم في بيروت. يبدو أن صاحب «كارلوس» عدل عن المجيء إلى لبنان، رغم أن إدارة «أيّام بيروت السينمائيّة» ما زالت تأمل، لحظة كتابة هذه السطور، أن تثنيه عن قراره. ومثلها نتمنّى أن يحضر المخرج الفرنسي إلى «متروبوليس أمبير صوفيل» مساء السبت، ليقدّم فيلمه الإشكالي، في ختام هذه الدورة المثمرة من مهرجان يستحق كل ثناء. ونتمنّى عليه أن يواجه بشجاعة، في اليوم التالي، الأسئلة وربما الانتقادات والاحتجاجات، الآتية من جمهور متعدّد الأصوات، كالعادة على الساحة الثقافيّة اللبنانيّة. فليوضح، ما دام واثقاً بنفسه، سرّ تجاهله القضايا العادلة التي حرّكت ثوار السبعينيات، وأسباب استخفافه بمرحلة أساسيّة ـــــ مهما كانت أخطاؤها الإيديولوجيّة ـــــ في تاريخنا المباشر...
كنّا في «الأخبار» أوّل من طرح علامات استفهام بشأن «كارلوس» الحافل بالمغالطات التاريخيّة، والتلفيقات السياسيّة، والتسطيح الكاريكاتوري للصراع والرموز. انتقدنا خفّته التي تجافي الدقّة والأمانة، تحت غطاء «الخيال الروائي»، وتتعمّد الأبلسة والتسليع الاستهلاكي، لضرورات الاستعراض في أفضل الحالات، لكي لا نقول بدوافع إيديولوجيّة، في عصر يختزل العالم ببلاهة مجرمة إلى «معتدلين» و«إرهابيين». لكنّ النقد لا يعني الإلغاء، ولا تقييد حريّة التعبير. وكل معارضي الفيلم، بمن فيهم كارلوس، يدافعون عن مبدأ عرضه رغم كل شيء. لذا نطالب أساياس بألا يكتفي بمرافعة تُقرأ غيابياً: من حقّنا عليه، أن يأتي للدفاع عن عمل سيؤثّر في ملايين المشاهدين في العالم. إذا كان قد أساء بفيلمه إلى جزء من الجمهور، فعساه لا يسيء إلى الجميع بغيابه!