تخطّى العازف الشاب المرحلة الأولى من التصفيات (جرت في نسيان/ أبريل الماضي)، ودخل المنافسة مع ثمانين من زملائه من جنسيات مختلفة حول العالم. ويعدّ هذا إنجازاً في حدّ ذاته، سيجعل متابعة نشاطه الفني في المستقبل أمراً ضرورياً، بغض النظر عن النتيجة النهائية التي قد يحققها.
إضافة إلى بلوغه هذه المرحلة، وتحسباً للاعتبارات غير الموضوعية التي قد تؤثر في تقويم مستوى باسمادجي في الأداء، يستحق عازفنا
العازف العربي الوحيد في «مسابقة فريدريك شوبان العالمية للبيانو» التي تمنح جائزتها الشهر المقبل
في شوبان (الصورة)، يقدم فارس مارك باسمادجي نتيجة جيدة جداً (تمرين رقم 8 من مصنّف رقم 10)، في مقاربة تضاهي أبرز التسجيلات. في موزار لا يمكننا قول الكلام ذاته. باسمادجي يؤدي واجبه هنا على أكمل وجه (سوناتة البيانو k. 576)، غير أنّه لا يقدّم جديداً يذكر نسبةً إلى أداء السوناتة ذاتها من قبل كثيرين، أمثال ميتسوكو أوشيدا (لمحبّي الأمانة) وغلان غولد (لمحبّي المزاجية)، وغيرهما.
لكن هذه النقطة لن تؤثر في مسار مشاركة باسمادجي في المسابقة، إذ لن يُطلب منه إلا مقطوعات من شوبان (بعضها مفروض وبعضها من اختياره). وهذه نقطة قوة أساسية، إذ يبدو أن العازف السوري متمكِّن من المؤلف البولوني. يبقى أن نتمنى الفوز لباسمادجي في المسابقة التي تحمل دورتها الحالية أهمية إضافية في الذكرى المئوية الثانية لولادة شوبان.