فشلت النجمتان الشهيرتان في إضافة نقطة إلى مسيرتيهما الفنية. وفيما غرقت يسرا في المثالية، قضت نادية على ملامح الملكة نازلي

باسم الحكيم
مهما توافر للمشاهد من وقت لمتابعة الدراما الرمضانيّة، فالتخمة في الفضائيات تجعله حائراً أمام هذا الكمّ الهائل من النجوم. ويبحث بعض الممثلين عن الحضور الرمضاني بأي ثمن، حتى لو دفعهم ذلك إلى نصوص سيّئة. يسرا مثلاً لجأت هذا الموسم إلى تشويق جديد على الدراما العربية، لكنها فشلت في الخروج عن الصورة المثالية التي كرّستها منذ سنوات. أما نادية الجندي فدخلت التاريخ المصري للمرة الأولى على الشاشة الصغيرة، لكنها لم تفلح في الخروج من نمطيتها. هكذا، فشلت النجمتان في تقديم أي إضافة إلى مسيرتيهما.
لم تنجح يسرا في جذب الجمهور، إذ عانى «بالشمع الأحمر» ضعفاً في تركيبته الدراميّة، إلى جانب الشخصيات غير المكتملة والضعف في أداء عدد من الممثلين بينهم ليلى عز العرب التي جسّدت دور والدة يسرا. وهو ما ينطبق على محمد إمام الذي سقط الرهان على نجوميته عند أول امتحان. ويبدو الممثل المصري جامداً في أدائه وبحاجة إلى دروس خصوصيّة من والده «الزعيم» عادل إمام. أما عن حركة الكاميرا والأداء الإخراجي، فحدّث ولا حرج: تظهر بوضوح خيالات العاملين في الكواليس ومعدات التصوير، وخصوصاً في الحلقات الأولى. وبهذا، فشل المخرج سمير سيف، وكان من الأفضل لو استعانت الشركة المنتجة بأحد المخرجين الشباب الواعدين في مصر، فتسجّل نقطة إيجابية لمصلحتها. أما ورشة الكتاب التي تناوبت على تأليف الحلقات، وقوامها مريم نعوم، ونجلاء الحديني، ونادين شميس، ومحمد فريد، فأخفقت في تحقيق نتائج إيجابيّة.
وتبدو يسرا أشبه بالمرأة الخارقة التي يتكّل عليها الجميع، تماماً كما ظهرت في «في إيد أمينة» قبل عامين. وإذا كانت هنا تجسّد دور الطبيبة الشرعيّة فاطمة، فهي تظهر أكثر من ذلك بكثير، إذ تتحوّل إلى أحد أعمدة المباحث، وتطارد المجرمين وتتعاون مع الشرطة، وتقوم بمهماتها الطبية في آن. كذلك فإن السياق الدرامي غائب لمصلحة الجرائم التي ترتكب في سياق الأحداث. ويتعامل العاشقان يسرا وهشام عبد الحميد كمراهقين إلى جانب غياب النضوج عن تسلسل الأحداث. هكذا يقرّر عبد الحميد فجأة أن يطلّق زوجته (شيرين) التي أمضى معها عشرين عاماً من دون

بدت يسرا أشبه بالمرأة الخارقة التي يتكّل عليها الجميع

مقدمات، فيطلب من ابنته أن تبلغ أمها أنه طلّقها.
من هنا، يمكن القول إنّ خيارات يسرا بات يلازمها الإخفاق والفشل، باستثناء مسلسل «قضية رأي عام» قبل ثلاثة أعوام، علماً بأن «خاص جداً» في رمضان الماضي، كان متميّزاً إخراجيّاً رغم هدوء أحداثه.
من جهة ثانية، أحدث «ملكة في المنفى» صدمة للمشاهد. لم يتمكّن من التعرف إلى شخصيّة الملكة إلّا في الحلقات الثلاث الأولى، حيث تجسّد شخصية نازلي الممثلة التونسيّة فريال يوسف، قبل دخول نادية الجندي إلى الصورة، إذ أغرقت الجندي العمل في نمطيّة رهيبة وقضت على ملامح الملكة لمصلحة شخصيتها التي تفرضها على أدوارها كلها.
وفَرَض أداء الجندي مقارنة حتمية بين نازلي التي جسدتها وفاء عامر في «الملك فاروق» وبين نازلي الجديدة في «ملكة في المنفى»، فإذا بالجندي تتحوّل من «نجمة الجماهير» إلى «نجمة في المنفى» كما وصفها أحد الصحافيين المصريين. ولم يتمكن حسام فارس من تقديم شخصيّة الملك فاروق، ما فرض أيضاً مقارنة غير متكافئة لمصلحة تيم حسن الذي برع في أداء دور الملك المصري في المسلسل الذي عرض قبل ثلاث سنوات للمخرج حاتم علي.
إزاء فشل عملين لنجمتين قديرتين، بات على يسرا والجندي مراجعة حساباتهما لعلّهما تلجآن إلى اختيارات أفضل، تسمح لهما باستعادة ثقة الجمهور.