قد يبدو موضوع الوثائقي مستهلكاً، إلا أن الضامن تعد المشاهدين بمادة جديدة وغنية مختلفة عن كل ما سبق تقديمه حتى الآن، «أولاً السلسلة أطول من كل ما قدّم سابقاً، كما أنّ العمل يسلّط الضوء على هؤلاء الفلسطينيين، الذين يعتبرهم الكثير من العرب إما إسرائيليين أو خونة، وهي الصورة التي يعمل الوثائقي على توضيحها» تقول المخرجة في حديثها لـ «الأخبار». وتستفيض شارحةً المرارة التي يشعر بها «أصحاب البلاد» بسبب نظرة العرب إليهم وبسبب تجاهل الإعلام العربي لقضاياهم ومعاناتهم اليومية، وتركيزه فقط على وضع الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقطاع غزة. وتقول «الكثير من العرب لا يعرفون أن ربع مليون فلسطيني داخل أراضي عام 1948 هُجّروا من قراهم إلى قرى أخرى داخل الخط الأخضر، وأن قسماً كبيراً من أهالي يافا طردوا من منازلهم واضطروا إلى استئجار منازل بديلة».
بدأت الضامن العمل على هذه السلسلة قبل سنة ونصف سنة، «ستّة أشهر في البحث، وسنة بين التصوير والمونتاج». وانطلاقاً من عملية البحث، قرّرت الضامن مقابلة مجموعة من المؤرخين والكتّاب الذين كتبوا عن موضوع هؤلاء الفلسطينيين. كذلك سيطلّ في الحلقة أعضاء عرب في الكنيست الإسرائيلي بينهم جمال زحالقة، ومحمد بركة، وهو ما أثار سلفاً استياء الإعلام الإسرائيلي. وحذّر المحلل السياسي في القناة الإسرائيلية العاشرة زيفي يحزكالي من خطورة هذه السلسلة. ورأى أن مشاركة نواب عرب فيها «يحمل الكثير من الإساءات وأشكال التعبئة ضد إسرائيل، وهو ما لا يمكن
امتنعت المخرجة روان الضامن عن محاورة أي إسرائيلي
لا تنفي الضامن أنها لا تؤمن بما يسمّى «الحيادية الإعلامية»، وخصوصاً في ما يخصّ القضية الفلسطينية، حيث الجلاد والضحية واضحان وضوح الشمس. لذلك، امتنعت عن محاورة أي إسرائيلي في شريطها عكس العادة المعتمدة داخل «الجزيرة». وتؤكّد أن مشكلة العرب والفلسطينيين أنهم لم يقرأوا تاريخهم «لذلك اكتشفت أثناء الإعداد للعمل الكثير من المعلومات التي كنت أجهلها عن بلدي».
الليلة 20:05 على «الجزيرة»