عثمان تزغارت
بين أحياء الصفيح الفقيرة في الهند ومخيمات اللجوء الفلسطينية تبدو المسافة طويلة... لكنّ المعاناة الإنسانية واحدة. بعد «مليونير الفقراء»، أو «مليونير مدن الصفيح»، تعود فريدا بينتو (الصورة ـــ 1984) إلى الشاشة من صفوف المسحوقين مرة أخرى، بوجهها الملائكي، ونظرتها المشبعة بالحزن، وحضورها الآسر على الشاشة. بخلاف شخصية لاتيكا التي تقمّصتها في فيلم داني بويل الذي شهرها عام 2008، لم تنحدر هذه الحسناء الهندية من أوساط المهشمين والفقراء، بل ولدت لعائلة ميسورة في مومباي. والدها مدير مصرف ثري، ووالدتها مديرة مدرسة. وقبل أن تدخل عالم عرض الأزياء عام 2006، كانت قد تخرّجت من جامعة «سانت خافيير» المرموقة في مسقط رأسها، حاملة إجازة في الأدب الإنكليزي.
حين تقدّمت أواخر عام 2007 إلى جلسات اختيار ممثلي فيلم «مليونير الفقراء»، لم تكن تتخيّل أن هذا الدور سيفتح أمامها أبواب الشهرة العالمية. بعد ذلك بعامين تقريباً، عاشت خلالهما برفقة الأطفال العشرة أبطال الفيلم، تحقق الحلم الهوليوودي بفوز «سلامدوغ مليونير» بثماني جوائز أوسكار.
لم تفز فريدا بأوسكار أفضل ممثلة، بل دخلت نادي أصغر المرشحات للجائزة سنّاً. لكنّ الفيلم شرّع أمامها أبواب الشهرة العالمية، فأخذت العروض الفنية تنهال عليها من قبل كبار صناع الفن السابع. تعترف بأنها لم تكن تتصور مواصلة العمل في السينما العالمية: «كنت أعتقد، بما لا يخلو من السذاجة، أن الحلم الوردي الذي عشته برفقة أبطال Slumdog Millionnaire سينتهي مع اختتام حفل الأوسكار، لنعود إلى حياتنا السابقة في الهند. ورغم أنّ داني (بويل) ظلّ يؤكد لي أنني أصبحت نجمة عالمية، وأن سينمائيين كباراً يحلمون بأن أمثّل في أفلامهم، إلا أنني لم أصدّق ذلك إلا عندما اتصل بي وودي ألن وجوليان شنابل».
في موازاة دور البطولة الذي تؤديه في «ميرال»، شاركت فريدا بدور في فيلم وودي ألن الأخير «ستقابل غريباً طويلاً غامضاً»، إلى جانب أنطوني هوبكنز وأنطونيو بانديراس. كذلك تستعد حالياً للتمثيل في ثلاثة أفلام بارزة هي: Rise of the Apes لروبرت وييات، وAmerican Empire لكيفن د. وارد، إضافةً إلى الجزء الجديد من سلسلة «جايمس بوند» الذي سيتولى إخراجه سام مانديز.