أعمال سورية إيرانية مشتركة ستبصر النور مع القناة الجديدة التي انطلقت أخيراً في دمشق، محاولةً الابتعاد عن المنافسة مع الدراما التركية «الطارئة» على السوق العربية
دمشق ـــ وسام كنعان
تنتج إيران سنوياً نحو 70 شريطاً روائياً، وأكثر من ألف ساعة تلفزيونية، وما يقارب 170 فيلماً تلفزيونياً طويلاً. اعتماداً على زخم نتاجهم الفني، قرر الإيرانيون أخيراً توسيع دائرة تأثيرهم في المجتمع العربي من خلال ما ينتجونه من دراما، لكن هذه المرة بمشاركة حلفائهم السوريين. وإن بدا واضحاً للإعلام الاهتمام الشخصي للرئيس السوري بشار الأسد بالدراما السورية على أنها من أكثر الصناعات المحلية رواجاً، فإن الاهتمام لا يأتي هذه المرة بمنتج سوري خالص أو مدبلج إلى اللهجة الشامية، بل هو اهتمام يمهد لتأسيس شراكة طويلة لتقديم دراما سورية إيرانية مشتركة.
هكذا، كان الإعلامي حسين مرتضى مدير مكتب قناة «العالم» في دمشق أبرز المشاركين في الوفد الإعلامي الذي رافق الزيارة الرئاسية السورية الأخيرة إلى إيران. ولعل البداية المثلى للشراكة السورية الإيرانية على الصعيد الفني تجسّدها قناة «آي فيلم» التي أُطلقت أخيراً (راجع الأخبار عدد الجمعة 10 أيلول/ سبتمبر 2010).
تستعد المحطة لإنتاج برنامج يكشف الطرق المبطنة للتطبيع
مع نجوم الدراما السورية في دمشق، احتفل فريق عمل المحطة منذ أيام بإطلاق جزء من خطط القناة. وبدا واضحاً أن القناة الجديدة تعمل تحت مظلة تلفزيون «العالم» الإخباري في ما يخص المكان وفريق العمل، ولا سيما أن كل المحطات الإيرانية ترتبط بشخص واحد هو المدير العام للبث الخارجي للإذاعة والتلفزيون في إيران محمد سارفراز. هذا الأخير كان وراء فكرة إنشاء محطة تتوجه للمشاهد العربي، ولا تعتمد على إيصال وجهة النظر الإيرانية عبر السياسة بل من خلال دراما التسلية والترفيه والفائدة في آن.
ويبدو أن القائمين على «آي فيلم» وضعوا نصب أعينهم الابتعاد عن منافسة الدراما التركية التي اكتسحت سوق الفضائيات العربية. إذ إنّ الدراما الإيرانية دخلت السوق العربية منذ عشر سنوات من خلال مسلسلات إيرانية مدبلجة للعربية منها «أهل الكهف» و«مريم المقدّسة».
«فكرة إنشاء قناة دراما إيرانية تبث في الوطن العربي، موجودة قبل دخول الدراما التركية إلى القنوات العربية. ولا شك في أنّ التنافس سيكون موجوداً لكنّه ليس الهدف الأساسي» يقول حسين مرتضى مدير مكتب قناة «العالم» و«آي فيلم» في سوريا. ويضيف في حديثه لـ«الأخبار» أنّ «سياسة المحطة في المستقبل القريب ستكون مستقلة عن الدوبلاج الذي بدأته. وسيصار إلى تبنّي ما يُنتج بالتشارك بين سوريا وإيران كتابة وتمثيلاً وإخراجاً، وسيكون من إنتاج «آي فيلم»».
كذلك، كشف مرتضى عن بدء التواصل الفعلي مع عدد من الكتاب والمخرجين والمنتجين السوريين لتحقيق باكورة الأعمال المشتركة لهذه المحطة، ليخدم هذا العمل القضايا الكبرى التي تلتقي حولها سوريا وإيران، ومنها قضية المقاومة مثلاً. على أن تستثمر نجومية الممثل السوري من خلال صوته حتى يصبح عنصر جذب من نوع خاص. طبعاً، المشروع الذي يُدرس يأتي إضافةً إلى خطة القناة الجديدة التي دبلجت نحو 10 أعمال إيرانية باللهجة الشامية، وتعكف على دوبلاج سبعة أعمال جديدة، مع النية الواضحة لانجاز برامج نقدية حوارية حول السينما والتلفزيون فيما تستعد المحطة لإنتاج برنامج يكشف الطرق المبطنة للتطبيع مع إسرائيل. كذلك، ستحاول «آي فيلم» تقديم العناصر الفنية للدراما بما يخدم الرسائل التي تود إيصالها بشروط رقابية تسهّل عبور المادة التلفزيونية إلى معظم المجتمعات العربية بما فيها الشريحة الأكبر من المحافظين دينياً.