بيار أبي صعبعليك أن تعترف لطوني شكر بفضيلة واحدة على الأقل: الجرأة. هذا المعمار الحاضر بقوّة في مشهد «الفن المعاصر» اللبناني، قد يرتكب أي شيء وهو واثق بأن ما ينتجه فنّ صافٍ أو... من عيون الفكر: يصعب الحسم هنا، لأن ما قدّمه أول من أمس في «مركز بيروت للفنّ» ليس «محاضرة»، ولا «عرضاً أدائيّاً» (المصطلح مستهلك «بات يطلق على كل شيء تقريباً»). إذاً، ما هذا الشيء الذي يحمل عنوان «اليوم الثامن»؟ مجرّد «عمل» دائم التشكّل. «الكارثة لحظة واحدة تتكرّر إلى ما لا نهاية» يقول.
منذ سنوات، يسأل طوني نفسه كيف يحكي عن الحرب؟ مهمّة شبه مستحيلة لأن «اللغة دمّرت». لكنّه «اهتدى»، لحسن الحظ، إلى بعض التفاصيل المتناثرة التي تدلّنا على «الثقب الأسود»، فصنع منها الخلطة العجيبة. وها هو الكومبيوتر من أمامه والشاشة من ورائه، يعرض عليها صوراً التقطها لصور، يريدها هكذا مهزوزة، وأغنية لفيروز من شعر ميشال طراد، ثم ترتيلة من أسبوع الآلام، ومقتطفات من أفلام برهان علويّة وجوسلين صعب وآخرين. معلوماته «دقيقة» غالباً: كارل كراوس «صحافي ألماني»، «بيروت اللقاء» أنجز في 1977، والمثل الشهير الذي بنى عليه إحدى نظريّاته «الخنفشاريّة» هو «الله في التفاصيل»! حرب لبنان أخذته إلى زمن شكسبير، فاستخرج من «ريتشارد الثاني» فكرة «النظرة المواربة». ثم طبقها على مشروع إعادة إعمار الضاحية، ساحقاً الأبنية على وقع سفر حزقيال من العهد القديم. يشرح لنا طوني كل شيء بإسهاب، كأننا به دليل سياحي يخاطب ضيوفاً أجانب. هذا «العمل» قدّم أساساً وسيقدّم لـ«الخواجات» (مشاركته في «بينالي ليفربول» على موقع «الأخبار»)، ويمكن أن يكون عنوانه الفرعي «آلام لبنان للأغبياء والأجانب».



Touched Talks: Tony Chakar from Liverpool Biennial on Vimeo.