صباح أيوبصورة كبيرة لجنود روس خلال استعراض عسكري مع عنوان عريض بالأحرف الروسية وإطار يحمل صورة النائب وليد جنبلاط. هذا هو غلاف مجلة ظهرت أخيراً على أرفف المكتبات في لبنان. اسم المجلة «فوستوك إنفيست – Vostok Invest» أو «الشرق للاستثمار» وهي مطبوعة شهرية ناطقة بالروسية تصدر عن «مركز الترويكا للدراسات والإعلام» في بيروت. تحت شعار «الصوت الروسي في العالم العربي»، صدر العدد الأول من المجلة ووزّع في المكتبات بسعر دولارين أميركيين. «فوستوك» المؤلفة من 66 صفحة ملوّنة تتضمن أخباراً منوعة بعضها بالروسية وبعضها الآخر بالإنكليزية، على أن تضاف مواد بالعربية ابتداءً من العدد الثاني. ما هي هوية المجلة الجديدة ولماذا باللغة الروسية؟ من هو جمهورها؟
«المجلة غذاء روحي لجاليات دول الاتحاد السوفياتي السابق الموجودة في لبنان» يقول رئيس تحرير المجلة إسكندر كفوري الذي شرح لـ«الأخبار» أسباب إصدار مطبوعة ناطقة بالروسية. كفوري، أحد الأعضاء الثلاثة المؤسسين لـ«مركز الترويكا للدراسات والإعلام»، درس وعاش فترة طويلة في الاتحاد السوفياتي السابق. يتذكر كيف كان الطلاب اللبنانيون يفتشون عن أي مطبوعة ناطقة بالعربية ليقرأوها خلال اغترابهم. من هنا، جاءت فكرة إصدار مجلة بالروسية في لبنان لكونها اللغة الجامعة بين مختلف جاليات الدول السوفياتية السابقة. يكشف كفوري أن هناك 30 ألف شخص من رابطة الدول المستقلة يقطنون على الأراضي اللبنانية من روس وأوكرانيين ورومانيين وبيللاروسيين...
ويشرح رئيس تحرير «فوستوك» أن هناك ثلاث فئات من القرّاء يمكن أن تستفيد من المجلة: أولاً المغتربون الناطقون باللغة الروسية الذين تزوجوا من لبنانيين، وطلاب الاتحاد السوفياتي السابق وهم بالآلاف. «فوستوك» التي تطبع 14500 عدد، وزّعت في أنحاء لبنان و«لاقت إقبالاً من القرّاء» كما يقول كفوري.
لكن ماذا عن التمويل؟ يؤكد كفوري أن «تمويل المجلة ذاتي» ويشدد على «عدم ارتباط المجلة بأي سفارة إن كان لجهة التمويل أو السياسة التحريرية». ويردف أن هناك تعاوناً بين «فوستوك» والسفارات المعنية في مجال نشر معلومات تهمّ مواطنيهم من قرّاء المجلة، ومنها المعطيات القانونية.
تبويب «فوستوك» متنوّع وغني «يسعى لتقريب الثقافات ومدّ الجسور بين أبناء الجاليات والبلد الذي يعيشون فيه» كما يوضح رئيس التحرير. هكذا نرى تحقيقات عن دول الاتحاد السوفياتي السابق وأخرى عن مناطق لبنانية، ولمحات تاريخية عن لبنان، ونشاطات ثقافية ورياضية محلية وعالمية، وعن طبخ لبناني وروسي، وصفحات مخصصة لعالم الأطفال، والشباب والسياحة... «كل شيء ما عدا السياسة والتمييز العرقي والطائفي» يشدد كفوري الذي يكشف عن خطّة لتوسيع انتشار المجلة لتصل إلى سوريا ودبي قريباً.
www.vostok-inv.com