Strong>بعدما خرج الصراع بين «الكتائب» وإدارة آل الخازن إلى العلن في شباط الماضي، تستعد الإذاعة بصيغتها الحاليّة للانتقال إلى ضبية، ويستعيد الحزب مبناه في الأشرفية، في ظلّ خلافات مستمرة على الاسمالثلاثاء المقبل ينتهي عقد الإيجار الموقّع بين «الشركة العصرية للإعلام» و«حزب الكتائب»، لتتحوّل إذاعة «صوت لبنان» رسمياً إلى إذاعتين: واحدة مملوكة من الحزب وتبثّ من الأشرفية على موجات جديدة لم تُعلن بعد «خوفاً من أي خروق» يقول مصدر كتائبي، وأخرى تملكها «الشركة العصرية للإعلام» تبثّ من ضبية (شمالي بيروت) على الموجة القديمة 93.3 ومتفرّعاتها. إذاً، بات الحديث عن الخلاف بين «الكتائب» والإدارة الحالية للإذاعة أمراً واقعاً، والأيام المقبلة ستضع حداً لصراع ظهر إلى العلن بوضوح بعد وفاة رئيس مجلس إدارة المحطة السابق سيمون الخازن في شباط (فبراير) الماضي. ولكن لا تزال نقطة أساسية عالقة حتى الساعة، في ظلّ إصرار كل طرف على موقفه: من سيعتمد اسم «صوت لبنان» لإذاعته؟
«الاسم ملك لنا منذ تسجيل «الشركة العصرية للإعلام» عام 1996 حتى عام 2016»، تقول الإعلامية وردة الزامل التي يبدو أنها ستكون الاسم البارز الوحيد في المحطة الجديدة المنتقلة إلى ضبية. لكنّ ثقة الإذاعية اللبنانية الشهيرة لا تمنع المصدر الكتائبي من التأكيد أنّ الاسم، والمبنى، والمعدّات، والأرشيف هي ممتلكات حزبية، «وكل ذلك مسجّل في المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، وفي وزارة الاقتصاد». ويؤكّد الطرفان أنه «إذا أصرّ الطرف الآخر على استعمال الاسم، فإنّ القضاء موجود لحلّ هذه الأزمة»!
قرر معظم الموظفين البقاء في إذاعة «الكتائب» بعدما حصلوا على «زودات» مالية
غير أن المفاجأة أو الضربة الموجعة التي تلقّتها «إذاعة وردة»، كما يطلق على الإذاعة الجديدة التي ستبثّ من ضبية، كانت تقديم أغلبية الموظّفين استقالاتهم من «الشركة العصرية للإعلام» نهاية الأسبوع الماضي، وإعلانهم الانضمام إلى إذاعة «الكتائب» (تبثّ من الأشرفية). وأكّد بعض المطّلعين على شؤون الإذاعة الداخلية أنّ عدد المستقيلين وصل إلى 56 موظفاً من أصل ستين. ويرى بعضهم أن لهذه الاستقالة جانباً معنوياً وآخر مادياً، إذ جدّد الموظفون ولاءهم لـ«حزب الكتائب» في الذكرى الرابعة لاغتيال بيار الجميّل، كذلك فإنّ إدارة الحزب قدّمت لهم «زودات» مالية كبيرة نسبياً على رواتبهم، «وهو أمر غير ممكن في إذاعة ضبية بسبب الديون الضخمة التي ترزح تحتها».
وإن كانت أكثرية الموظفين قد بقيت في مبنى الأشرفية، تؤكد الزامل أن إذاعة ضبية تضمّ الموظفين الضروريين لإدارتها، «كما أننا استقدمنا مجموعة جديدة من الإعلاميين للعمل في الإذاعة الجديدة». وفيما قام الحزب بتسليم سجعان قزّي مهمة إدارة «المؤسسة الجديدة للإعلام» التي تشرف على «صوت لبنان»، علمت «الأخبار» أن قزّي أعلن رفضه تسلّم هذه المهمة بسبب مسؤوليات أخرى يتولاها داخل «الكتائب». والمعروف أن لقزّي خبرة في مجال إدارة العمل الإذاعي، إذ أسهم مع بشير الجميّل في إنشاء إذاعة «لبنان الحرّ» الناطقة باسم «القوات اللبنانية» عام 1978. وإلى جانب الاسم والموظّفين، تبرز مشكلة ثالثة هي الأرشيف. من يملك أرشيف «صوت لبنان» الكبير؟ ومن سيحقّ له استخدامه في المرحلة المقبلة؟ هنا أيضاً تبرز وجهتا نظر متناقضَتَان، إذ يؤكّد المصدر الكتائبي أن الأرشيف كاملاً هو ملك للحزب، فيما تؤكّد الزامل أنه اتُّفق على تقاسمه «ليحصل كل طرف على القسم الذي يعدّ من حقّه».
وفي انتظار أن تنطلق المحطتان الأسبوع المقبل، لا بد من طرح سلسلة من الأسئلة، وخصوصاً تلك المتعلّقة بالتمويل: هل ستعتمد المحطتان على تمويل تيار «المستقبل» كما كانت الحال سابقاً، وخصوصاً أن مصرف «البحر المتوسّط» كان المموّل الرئيسي لـ«صوت لبنان» في الفترة السابقة عبر سلسلة من القروض؟ أم ان التيار الأزرق سيسحب يده من هذه المعمعمة، في ظل الأزمات المالية والنكسات المتتالية التي تعاني منها وسائل الإعلام التابعة له؟
ليال...