عمان ــ يزن الأشقرعمان الفارغة من فنون الشوارع والغرافيتي على موعد مع بانكسي. تعرض غاليري «مكان» فيلم فنان الشارع البريطاني الشهير «الخروج من متجر الهدايا». بانكسي الذي ما زال يعيش متخفياً حتى الآن، وصف شريطه بأنه «قصة رجل أراد تصوير ما لا يمكن تصويره وفشل». وهو هكذا، على الأقل في الظاهر. في Exit Through The Gift Shop، تدور الحبكة حول تييري، وهو مهاجر فرنسي يعيش في لوس أنجليس قرر تصوير فيلم عن الغرافيتي. ثم يأتي اليوم الذي يسمع فيه عن بانكسي ويقابله في لوس أنجليس. يأخذ بانكسي أيضاً مساحة من الفيلم ويتابع تييري عمله في لندن. لكن الآية تنقلب بعد افتتاح بانكسي معرضه «على حافة القانوني» في لوس أنجليس، إذ يحقق نجاحاً هائلاً ويصبح فن الشارع محتفى به في المجتمع الراقي والمزادات التجارية. بعد فشل تييري في صناعة الفيلم، يقرر بانكسي حمل الكاميرا ليصنع فيلماً عن تييري الذي يشغل وقته بأن يصبح هو نفسه فنان شارع طارئ الشهرة. قد تبدو فكرة الفيلم واضحة، لكن ليس بهذه البساطة. الشريط الذي يفترض أنه وثائقي ليس كذلك. بعد استيلائه على الكاميرا، استخدم بانكسي تييري واجهةً ليقول ما يريد، فصوّر نفسه ووجهات نظره الشخصية. لكن الفيلم ليس عن الغرافيتي فقط. هو، كأي عمل لبانكسي، يحتوي على قدر كبير من السخرية. وبقدر ما يحتفي بفن الشارع، ينتقد ما وصلت إليه حالته. إذ يناقش مفاهيم الهوية الفنية ومعنى الفن في مجتمع رأسمالي، حيث مشاهير يتوافدون على دور مزادات أصبحت تهتم بفن الشارع فجأة. كتب إدواردو غاليانو مرة أن «الجدران هي دور نشر الفقراء»، وفيلم بانكسي يقول إن الأمر أكثر من ذلك.
الغرافيتي وفن الشوارع الأخرى تمثّل وقفة احتجاجية سياسية فوضوية من جهة، وناقدةً للفن الحديث وقطيعه التائه في مجتمعات استهلاكية لا ترى فيه سوى نوع من «الهدايا» عند المقتنين. بانكسي الصادم والساخر يقول الحقيقة ويقدّم كعادته فيلماً من أهم ما أنتج هذا العام.


7:00 مساء اليوم ــــ «غاليري مكان»، عمّان ــــ 0096264631969