الرباط ــ محمود عبد الغني
لعلّ أحداث مدينة العيون الصحراوية التي اندلعت مطلع الأسبوع الماضي بين قوات الأمن المغربية وناشطين صحراويين، هي القشة التي قصمت ظهر البعير بين المغرب والإعلام الإسباني. المواجهات التي أودت بحياة أكثر من عشرة أشخاص، جذبت وسائل الإعلام الإسبانية التي خصّصت لها مساحة واسعة من تغطيتها. لكن هذه التغطية لم تخل من المغالطات. مثلاً، استعملت قناة «أنتينا 3» صوراً فوتوغرافية قالت إنها تعود إلى أحداث مدينة العيون. لكن سرعان ما اتّضح أن هذه الصور نشرتها سابقاً يومية «الأحداث المغربية»، وتعود إلى جريمة تعرّضت لها أسرة مغربية في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي في الدار البيضاء وأودت بحياة عدد من أفرادها. وقد قرّرت صحيفة «الأحداث المغربية» رفع دعوى على القناة أمام القضاء الإسباني، مطالبةً بتعويض تبلغ قيمته... يورو واحداً. كذلك، أعلنت الأسرة التي تعرّض أفرادها للجريمة أنّها ستتّخذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه هذا الخطأ الذي ارتكبته «أنتينا 3». من جهته، قرّر المجتمع المدني المغربي هو الآخر التحرّك ضدّ المحطة. هكذا خرجت مجموعة من المنظمات الحقوقية والشبابية للاحتجاج أمام السفارة الإسبانية ليلة السبت الماضي، ضد التعامل «الرخيص» الذي أقدمت عليه مؤسسات إعلامية إسبانية.
نشرت «وكالة الأنباء الإسبانية» صوراً لأطفال في غزة ادّعت أنّها تعود لأطفال صحراويين
وتجدر الإشارة إلى أنّ «وكالة الأنباء الإسبانية»، ومعها مجموعة من الصحف قدّمت اعتذاراً للمغرب على خطئها، وأعلنت أنها تتحمّل مسؤولية الأخطاء التي وقعت فيها.