ومن النجوم المصريين، حضر الافتتاح حسين فهمي، ونيللي كريم، وغادة عادل، وسمية الخشاب، ومصطفى شعبان... لكن إيقاع الحضور المصري في الشام لم يكن بموازاة الحضور اللبناني. لقد جذبت هيفا وهبي الأضواء بمجرد وصولها، لكنّ الاستياء بدا واضحاً على وجه صاحبة «بوس الواوا»، إذ انزعجت من عدسات المصورين، ومن بعض المعجبين، وتضاعف استياؤها بعد تجاهل ذكر اسمها في حفلة الافتتاح. لكن وهبي عادت لتصرح بأنها لم تكن منزعجة، بل مدّدت إقامتها في دمشق يوماً كاملاً تجاوباً مع الحفاوة التي قوبلت بها. وعلى ما يبدو، فالترحيب المبالغ فيه بالنجمة اللبنانية أزعج إحدى نجمات الدراما السورية، التي تزامن دخولها مع دخول هيفا، فغابت عنها الأضواء وهجرتها الكاميرات.
ومع توافد النجوم على الصالة الرئيسية في دار الأوبرا، فوجئ الجميع بأن عدد المقاعد كان أقلّ من عدد الحاضرين. هكذا، تزاحم الضيوف في الممرات ورمى عدد كبير من نجوم الدراما السورية دعواتهم وغادروا الصالة، منهم أيمن زيدان، وسليم صبري، وثناء دبسي، وفراس إبراهيم، ورنا أبيض، بينما بذل المخرج والممثل ماهر صليبي جهوداً كبيرة حتى وجد مقعداً له ولزوجته يارا صبري في الكراسي الإضافية، التي سارع موظفو الصالة إلى وضعها كحل للازدحام. لكن ذلك لم يُجد نفعاً، حيث تابع عدد كبير من الحضور
انسحاب ممثلين بسبب سوء التنظيم واحتفاء مبالغ فيه بأحفاد العثمانيين
وكان لافتاً غياب التفاعل الجماهيري مع معظم المكرَّمين، وخصوصاً مع سلافة معمار، وكاريس بشار. بعدما اعتلتا منصة التكريم، حارت شاشة العرض في ما ستعرضه من مشاهد، وخصوصاً أنْ لا ذاكرة سينمائية غنية تميز الممثلتين. هكذا كان الحل بعرض مشاهد من الدراما السورية، كأنّ التكريم تلفزيوني. ضمن هذه الأجواء، وفّر الجمهور حرارة التصفيق حتى صعود «الحاج» حسن يوسف على المنصة مكرّماً، تلته نجمة الشاشة الفضية أيام الأسود والأبيض ماجدة الصباحي. وسط كل ذلك، تنبأت إحدى الإعلاميات الحاضرات بالسيناريو الذي سيتكرر مع اعتذار الأديبة غادة السمان عن عدم حضور تكريمها، إذ سبق أن قرأ مدير المهرجان رسالة اعتذار منها في العام الماضي، وهو ما حصل هذه السنة.
من جهته، شن مدير المهرجان محمد الأحمد هجوماً على كل من انتقد حضور هيفا، ورأى أن تجسيدها دوراً في فيلم «دكان شحاتة» يبرر دعوتها. في المقابل، رأى بعضهم أن الدورة الحالية يمكن أن يطلق عليها شعار جديد هو... «فتّش عن هيفا».