strong>محمد عبد الرحمنالأسبوع الماضي، أعلن صحافيو جريدة «البديل» اليسارية نيّتهم إطلاق نسخة إلكترونية من الصحيفة التي توقّفت عن الصدور العام الماضي. في الوقت عينه، وبالتزامن مع قبول بعض صحافيي جريدة «الدستور» العمل مع المالكين الجدد، دعا رئيس تحرير الصحيفة المُقال إبراهيم عيسى، باقي المحررين المعتصمين في مقر نقابة الصحافيين، إلى الانضمام إليه بعدما تقرّرت عودة الجريدة إلكترونياً. أما موقع الصحيفة فسيكون هو نفسه موقع «الدستور» القديم بما أنّه ملك لعيسى. علماً بأنّ الصحافيين المعتصمين سيطروا عليه منذ اندلاع الأزمة بينهم وبين المالكين الجدد. وتعرّض الموقع للقرصنة قبل أسبوع، ما دفع الصحافيين إلى تشديد إجراءات الحماية الإلكترونية، وخصوصاً أنه بات المنبر الوحيد للتعبير عن موقفهم من المفاوضات الدائرة بين نقابة الصحافيين والمالكين الجدد لـ«الدستور».
وكانت المفاوضات قد انتهت أخيراً باتفاق بين النقيب مكرم محمد أحمد ومالك الجريدة رضا إدوارد، لكنّه لم ينل موافقة معظم الصحافيين الذين تمسكوا بالاعتصام. وفيما يعبّر العاملون في الوسط الإعلامي المصري عن مخاوفهم من تقليص هامش الحرية الإعلامية في مصر، توقع رئيس تحرير «البديل» خالد البلشي في تصريحات لـ«الأخبار» أن يتعرض الموقع الذي ينوي إعادة إطلاقه للتضييق سواء المباشر أو غير المباشر. والنوع الأخير يكون عبر القرصنة. وهو الأمر الذي دفعه إلى الحرص على أن يكون «سيرفر» الاستضافة خارج مصر، على أن تتولى «الشبكة العربية لحقوق الإنسان» تأمين الموقع إلكترونياً. وأكد أن هناك إصراراً من عدد كبير من الصحافيين المصريين على استخدام كل الوسائل المتاحة أمامهم لنشر الحقيقة، وعدم الخضوع للأمر الواقع. وأشار إلى أنّ مبادرة إعادة موقع «البديل» غير مرتبطة بأي من المساهمين في تمويل الجريدة المطبوعة التي توقفت بسبب أزمة مالية نشبت العام الماضي. وأضاف أن كل المشاركين في الموقع (30 صحافياً) لن يتقاضوا أي أجر «على أمل تعويض الإنفاق من الإعلانات». وعن عزم صحافيي «الدستور» على تكرار الأمر نفسه، قال إنه يتمنى أن تكون تجربة البديل «ملهمة» لكثيرين، والأهم أن تتزايد نوافذ التعبير عن الرأي في مصر، رغم إجراءات التضييق الأخيرة. ويُنتظر أن يعلن صحافيو «الدستور» المناصرين لإبراهيم عيسى تفاصيل عودتهم الإلكترونية قريباً. علماً بأنّ الموقع مخصص حالياً لمتابعة تطورات الأزمة داخل الصحيفة، فيما النسخة المطبوعة التي يسيطر عليها رضا إدوارد ويديرها أيمن شرف ليس لها موقع إلكتروني.


بداية نارية