سرعان ما تقود محركات البحث على الانترنت إلى موقع jammoul.net الذي يشكل مصدر المعلومات الاساسي عن «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ــ جمّول». أنشئ هذا الموقع في شباط العام 2006، من قبل مجموعة من اللبنانيين المنتشرين في عدد من بلدان العالم، ويضمّ معلومات عن تاريخ الجبهة وشهدائها وأسراها وجرحاها.
تطرح الصفة غير الرسمية لموقع jammoul.net، وطغيان المعلومات المتعلقة حصراً بعمليات الحزب الشيوعي اللبناني، إشكالية الذاكرة الجماعية لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، بعيداً عن الحزبية الضيقة، من شعار الجبهة الذي يختلف بين أنصار الحزب السوري القومي الاجتماعي وأنصار الحزب الشيوعي اللبناني، إلى إشكالية الشهيد الأوّل والعملية الأولى، مروراً بضآلة المعلومات الموثقة المتعلقة ببقية فصائل «جمول».
يستند الموقع في المعلومات التي يتضمنها إلى كتاب «الوقائع اليومية لمسيرة المقاومة الوطنية اللبنانية»، الصادر عن المجلس الثقافي للبنان الجنوبي. ويسرد العمليات النوعية للجبهة، وأبرزها عملية تدمير إذاعة العميل لحد، عملية كفرفالوس، عملية حولا، عملية جبل الشيخ، عملية ثكنة العميل لحد في حولا، عملية الريحان ــ العيشية.
القسم الأكثر تحديثاً في الموقع هو مجلة جمّول الالكترونية الشهرية، التي صدر منها 18 عدداً، ومن المتوقع أن يصدر قريباً العدد التاسع عشر الخاص بالذكرى الـ30 لانطلاق الجبهة.
يشرح محمد فرحات، وهو أحد المشرفين على الموقع، أن الهدف من إنشائه لم يكن فقط الإضاءة على تاريخ جمول وشهدائها، بل شكل محاولة جدية لجمع اليساريين والعلمانيين، أينما كانوا وإلى أي بلد عربي انتموا، لمناقشة قضايانا وهمومنا العربية، ولتبادل الخبرات والمعلومات ووجهات النظر، وكذلك ليكون بمثابة أرشيف غنيّ بالمعلومات».
وفي اليوم الذي يحتفل فيه الحزب الشيوعي اللبناني بذكرى جمول في مهرجان خطابي عند الحادية عشرة من صباح غد، يجتمع فريق عمل الموقع في مسبح الجسر في الدامور عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً للتعارف والنقاش والبحث في آلية تطوير الموقع وتنشيطه.
يلفت فرحات إلى أن موقع jammoul.net عمل منذ البداية على خطين متوازيين؛ الأول محاولة تغطية نشاطات القوى اليسارية بمبادرات ذاتية، كبث المهرجانات عبر الهاتف في النادي الصوتي للموقع الذي استضاف عدداً كبيراً من اللقاءات والحوارات مع شخصيات سياسية وفنية وثقافية أو تغطية أخبار المظاهرات. أما الخط الثاني فتمثّل في استكمال أرشيف شهداء الجبهة من خلال رفاقهم أو عائلاتهم أو بمساعدة حزبية. كما نجح الموقع في أرشفة جزء مهم من عمل جمول وتغطية الأخبار، وساهم في خلق حالة من التواصل والنقاش عبر منتداه، أو عبر اللقاءات السنوية. هذا التواصل أثمر تأمين المتطلبات التقنية والمادية لبث إذاعة صوت الشعب على الانترنت، ودعم نشاطات بعض المنظمات الجماهيرية اليسارية.
بدوره، يؤكد الناشط جان الشيخ، أن العديد من العقبات تواجه الموقع، أبرزها الانقسام بين أعضائه حول أحداث سوريا، لكن ذلك لم يمنع الاستمرار والتطور في موقع جمّول حتى بلغ أعوامه الستة التي حَمَلت محطات كثيرة، آخرها المجلّة التي تخطّت عامها الأول بصعوبة ولكن بنجاح، حيث تحقق هدفها بأن تكون منبراً للشباب وأن تنشر مقالات لشخصيات هامة، وتخطّى عدد مقالاتها المئتين، في حين بلغ عدد الكتاب فيها حوالي 78.
وفي حين تنفق آلاف الدولارات على المواقع الحزبية والإخبارية اللبنانية، عمل موقع «جمّول» بتمويل ذاتي من أعضائه وضمن ميزانية متواضعة جداً. ورغم انه لم يصمم بطريقة احترافية، يزوره عشرات الآلاف شهرياً، ويحاول منافسة المواقع ذات الميزانيات الكبيرة، وصنّف بين المواقع الخمسين الأولى في لبنان حسب إحصاءات موقع ALEXA في العام 2011. ولقد تأثّر الموقع سلباً بالانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي لا سيما الفايسبوك، ولم ينج من تأثيرات اختلاف الآراء التي أفرزتها احداث الثورات العربية أو الخلافات الحزبية الداخلية لا سيما داخل الحزب الشيوعي اللبناني.