هل قبضت الجامعة اللبنانية من «فانيلا برودكشن»، الشركة المنتجة لبرنامج «سبلاش»، الذي سيعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، مبلغاً كبيراً، لقاء حجز المسبح الأولمبي التابع للمجمع الجامعي في الحدث لفترة تتجاوز الشهرين؟ أم أنّها قدمت هذا المرفق الحيوي، لأساتذتها وطلابها، مجاناً للشركة طيلة هذه الفترة؟ وإذا كانت الجامعة قبضت فعلاً، فهل أتى ذلك بموجب عقد موقع من مجلس الجامعة المغيّب منذ عام 2004 والممثل حالياً برئيس الجامعة ووزير التربية، وخصوصاً أنّ المجلس يستطيع أن يشرف على إدارة أملاك الجامعة بموجب المادة 17 من القانون 75/67، ما يسمح بإدخال الأموال في موازنة المؤسسة؟ وإذا لم تقبض الجامعة أي مبلغ، فما هي الفائدة التي تجنيها أكبر مؤسسة تربوية من ذلك، وهل يحتاج الصرح الوطني الأهم في البلد إلى «دعاية» من برنامج ترفيهي؟ وما صحة ما قيل عن أنّ الأمر بقي تدبيراً داخلياً يقضي باستثمار المرفق تحت عنوان المنفعة العامة، ما يعني فقط تعهد الشركة بإصلاح أي عطل أو ضرر تتعرض له المنشأة بعد استخدامها؟
بقيت هذه الأسئلة الدائرة في أروقة الجامعة وبين أهلها، عشية بدء عرض البرنامج، ابتداءً من يوم غد الأحد، معلّقة بلا أجوبة. لم يشأ رئيس الجامعة د. عدنان السيد حسين أن يعلّق، في اتصال مع «الأخبار»، على شكل الاتفاق بين الجامعة وشركة الإنتاج أو «ال. بي. سي»، مشيراً إلى أنّ «الجامعة اللبنانية هي بألف خير وتسير أفضل من أي مرفق عام آخر». اللافت ما قاله الرئيس لجهة أنّ سؤالنا له عن العقد لا يدخل ضمن مهمتنا كصحافيين، وسألَنا ما إذا كنا مكلفين من التفتيش! فهل في القضية ما يستدعي التفتيش؟
في المقابل، تناقل أهل الجامعة معلومات متناقضة بهذا الشأن، فمنهم من تحدث عن عقد بمليون دولار ستقبضه الجامعة على دفعات، وهو بالمناسبة رقم خيالي ولا يبدو مسؤولاً، وربما يدخل في إطار تصفية الحسابات لا أكثر. ومنهم من أشار إلى أنّ الجامعة فتحت أبوابها للبرنامج من دون أن تحصل على قرش واحد، وكل ما جنته الدعاية فحسب. وهناك من يقول إنّ إدارة الجامعة فوجئت بحجم المشروع ولم تكن تعلم في البداية بأنّ منشآت ستقام فوق المسبح. وعندما طلبت إيقاف العمل، تعهدت الشركة بتحمل الخسائر والأضرار. في المقابل، طلبت الجامعة، بحسب مصادر جامعية، من الشركة إنشاء قاعة رياضية مقفلة، فوعدت خيراً.
ونفت المصادر أن تكون الجامعة قد قبضت مبالغ لقاء حجز المسبح، فالأمر لم يتجاوز توظيف حراس على الأبواب ليل نهار.
«الأخبار» لم توفق بالاتصال بمديرة شركة الإنتاج، رولا سعد، للاطلاع على حيثيات الاتفاق بين الشركة والجامعة، كما لم تحصل على جواب عن رسالتها النصية إلى سعد حول الموضوع. لكن مصادر في المؤسسة اللبنانية للإرسال أشارت إلى أنّ اختيار المكان جاء لكونه المسبح الأولمبي الوحيد في لبنان الذي يتمتع بالمواصفات العالمية التي تحتاج إليها طبيعة البرنامج.
أما فكرة البرنامج، الذي يعرض للمرّة الأولى في الشرق الأوسط ويمتد على ثماني حلقات، فتدور حول السباق بين الفنانين والنجوم والمشاهير من ميادين متعددة في القفز المائي، الغطس والسباحة، برفقة فرقة عالمية متخصصة في الألعاب المائية والعروض. وهو النسخة العربيّة من البرنامج العالمي «Celebrity Splash». (راجع ص 18)
الداخل إلى المجمع يُفاجأ بحجم المنشآت فوق المسبح الأولمبي. يقترب فيلاحظ الرافعات والمولدات الكهربائية والسواتر الحاجبة للرؤية. هنا عدد كبير من البشر يعملون بخطى حثيثة منذ نحو شهر لإنجاز التحضيرات اللوجستية قبل موعد الانطلاق، فيضعون اللمسات الأخيرة على المسبح حتى يكون جاهزاً لاستقبال الضيوف. الورشة كبيرة من صوتيات وكاميرات وإضاءة وتجهيزات ومقاعد مخصصة لما يقارب 600 شخص. وقد وزعت البطاقات على الطلاب الراغبين في المشاركة في الحلقة الأولى.