باسل ف. صالح
هو باسم شيت، رفيقي منذ حملة اسقاط النظام الطائفي، خصمي منذ ما قبلها. هو الذي اشتبكت معه بشأن عدد من التكتيكات في اجتماع الحملة الأول، لأعود وأكتشف أننا كنا نتحدث عن أفكار متطابقة تتمحور حول ضرورة الربط بين النضالين الوطني والاجتماعي والا تقاطعنا مع يمين من هنا، أو مع طروحات برجوازية من هناك.

منذ تلك الحملة وعلاقتي بباسم تصاعدية. علاقة صداقة وسياسة وفكر وتسلية، علاقة رفاقية حافظت على طابعها الديموقراطي النقدي، التجريحي حيناً، التوافقي أحياناً، والشرس دائماً.
باسم هو المحرك الذي لا يتعب، والذي ستفتقده كل الحملات التغييرية الثورية المستقبلية. فمن يختلف مع باسم كمن يتفق معه، يحترم وجهة نظره والصدق في كلامه. فالاختلاف مع باسم ليس صداماً بالضرورة، بل من الممكن أن يكون سحابة صيف عابرة يتبعها تقاطع، لا بل تحالف وتوافق لاحق.
من لا يعرف باسم بالاسم يعرفه بالشكل، بالوجه، بالنظرة المركزّة في عينيه في أي تحرك مطلبي، أو تظاهرة تغييرية، أو حركة تحمل طرحاً ثورياً. وهو الممتد إلى خلف الحدود، المتشعب بعلاقاته مع رفاق منتشرين في انحاء العالم، دون أي مراعاة لطروحات «وطنية» ضيقة، أو طروحات قومية، على حساب أي طرح تغييري في أنحاء العالم، وإن على نحو مرحلي.
هو «التروتسكي» المحب للعبة «الريسك» التي لا تفارق سيارته، والتي يطبّق من خلالها، لا بل يسائل، تكتيكاته ومخططاته، فيختبرها ويعدّل فيها وفق التجربة، ووفق الواقع القائم.
هو باسم، «أخطبوط» التحركات التي تنادي بالعلمانية وبالمساواة وبالعدالة الاجتماعية وبالحرية، والذي يستطيع التغلغل في عدة جبهات يخوضها بإصرار وثبات دون كلل أو تعب، ودون الانزلاق إلى السطحية في إحداها. هو باسم الذي لا تستطيع مهاتفته، في يوم من الأيام، الا تجده في اجتماع، أو في لقاء، أو ندوة، أو عمل، أو في تحرّك.
كنت أنتظر رده على نقدي لنص له بعنوان «نقد اليسارية الميكانيكية»، يبدو أنني سأنتظر طويلاً.
بعيدا عن التفاؤل والتشاؤم كان يعمل، فهو الديالكتيكي في فكره وفي ممارسته اليومية. هو الغاضب دائماً، وهل هناك ما يدعو إلى الرضى؟