كانت رعاية مؤتمر المتقاعدين العرب، الذي عُقد أول من أمس، آخر ما فعله رئيس رابطة الأساتذة المتقاعدين في الجامعة اللبنانية الدكتور شبيب دياب قبل رحيله. وقف على باب الفندق مستقبلاً الحاضرين. اهتمّ بكلّ التفاصيل، من توزيع المقاعد، إلى الأوقات المخصّصة للكلمات وترتيبها، وصولاً إلى الاتصالات الدولية القادمة من الخارج. تحدّث مع الصحافة، وتفاعل مع كلمات الحاضرين، إذ تأسّف أكثر من مرّة على وضع المتقاعدين في لبنان الذين أصبحوا الأسوأ بين زملائهم العرب. تكلّم عن «حلمٍ بالوصول إلى تأمين نقل عام مجاني للمتقاعدين، ولكنّ المطالب تراجعت لتُختصر اليوم بتصحيح المعاشات، وتعزيز الجهات الضامنة، والحصول على الخدمات الأساسيّة».عدم الارتياح كان بادياً على الدكتور دياب خلال المؤتمر. اعتذر أكثر من مرّة لاضطراره إلى الخروج من القاعة لـ«أسباب صحيّة». لم يخفَ تعبه على أحد، إذ ظهر من خلال تكرار طلب المساعدة من زملائه الحاضرين للمشي والتنقل. وعد بإرسال المادة الخاصة بالمؤتمر كاملةً في فترة بعد الظهر، إلا أنّها لم تصل، على الرّغم من الاتصالات المتكرّرة، والتي لم تلقَ إجابةً سوى في رسالة نعي للفقيد صباح أمس.

صورة المؤتمر
بجهود الرّاحل الدكتور دياب وزملائه، نظّم المجلس التنسيقي للمتقاعدين في لبنان المؤتمر الثاني للمتقاعدين العرب، والذي أطلق عليه اسم «مؤتمر الدكتور شبيب دياب الثاني للمتقاعدين في البلدان العربية» تكريماً له. حضره ممثلون عن مختلف مكوّنات المجلس التنسيقي، من المجلس الوطني لقدامى موظفي الدولة، إلى روابط الأساتذة المتقاعدين بمختلف فئاتهم (أساسي، ثانوي وجامعي)، وصولاً إلى رابطة قدامى القوى المسلّحة. وإلى جانب المشاركين اللبنانيين، حضر الاتحاد العالمي للمتقاعدين ممثّلاً بأمينه العام الإسباني كويم باكس، وممثلين عن نقابات المتقاعدين في مختلف الدول العربية، حضورياً وعبر الاتصال المباشر.

نحو العالم
يدرك الأمين العام للاتحاد العالمي للمتقاعدين كويم باكس المصاعب التي يعيشها العمال والموظفون والمتقاعدون في لبنان. وفي حديث مع «الأخبار» يؤكّد تواجده لدعمهم «عبر محاولة إيصال صوتهم نحو العالم، وعبر رفع دعاوى على الدولة في المحاكم المختصّة بالقضايا العمالية»، ويعد بـ«نقل معاناة المتعاقدين، والتجربة السّيئة لهم مع الدولة، إلى المؤتمر القادم لمنظمة العمل الدولية».
أمّا المتقاعدون من القطاع العام، فيسعون من خلال هذه الأعمال إلى تنظيم تحرّكاتهم أكثر. يعدّون تاريخ 18 نيسان 2023 شاهداً على فعالية تحرّكاتهم في الشارع، إذ تمكنوا وقتها من الحشد، ومنع رفع سعر الدولار على منصة صيرفة إلى 90 ألفاً. «هذه ثمرة المجلس التنسيقي للمتقاعدين، الإطار الذي أنزل هذه الفئة إلى الشّارع لأول مرّة في تاريخ لبنان، ووضعها على خارطة التحرّكات العالمية، ومنها المجلس العالمي للنقابات FSM»، يقول النقابي المتقاعد الدكتور حسن إسماعيل. ويضيف «يكرّس المجلس قوّة المتقاعد، ويعيده إلى دائرة التأثير، ويحصّل له بعض الحقوق، ومنها شموله بالمساعدات المالية التي أعطيت للموظفين في الخدمة، وكانت ستُغيّب عن المتقاعدين».