شهدت طرابلس منذ مساء أمس حركة احتجاجات واسعة على انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي وما عكسه من ارتفاع في أسعار السّلع الاستهلاكية الرئيسية.
فقد نفّذ موظفو الإدارة العامّة اعتصاماً أمام سرايا طرابلس أعلنوا خلاله استمرارهم في إضرابهم المفتوح حتى تنفيذ كلّ مطالبهم التي حدّدوها بأربعة، وهي: تصحيح الرتب والرواتب، دولرة المعاشات على أساس 15 ألف ليرة وفق منصة صيرفة، تأمين بدل نقل عادل يأخذ في الحسبان بُعد المسافات، وتأمين طبابة واستشفاء لائقين بالموظفين مع التأكيد على التقديمات الاجتماعية كافّة.

من جهتهم، نفّذ عمال شركة «لافاجيت» لجمع النّفايات في مدن اتحاد بلديات الفيحاء: طرابلس والميناء والبدّاوي والقلمون، اعتصاماً أمام مقرّ الشّركة، لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على عدم تلبية الشّركة مطالبهم المتمثّلة في زيادة رواتبهم وتحسين أوضاعهم المعيشية، ما تسبّب بتراكم النّفايات في الشّوارع.

في مقابل ذلك، دفع الارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية بأصحاب المحال التجارية في طرابلس إلى إغلاق أبوابهم، حيث بدت أسواق المدينة شبه مشلولة، فيما كان يُفترض أن تشهد الأسواق إقبالاً كبيراً من المواطنين مع اقتراب شهر رمضان، للتزوّد بحاجياتهم.

بموازاة ذلك، قُطعت شوارع وطرقات في طرابلس من قبل محتجين على تردّي أوضاعهم المعيشية، في منطقة الجسرين، والسّويقة، وطريق المشروع في القبة، وساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النّور)، وتقاطع شارع المصارف وشارع المئتين وشارع عزمي والبداوي، وفي المنية ودير عمار وبحنين وصولاً إلى بلدة المحمرة ومستديرة العبدة عند مدخل عكار، حيث وضع المحتجّون حاويات نفايات وإطارات سيارات وحجارة وسطها، ما أدّى إلى توقّف حركة السير والتسبّب بازدحام خانق.